الهند تخوض معركة ضارية في مواجهة كورونا
Al Sharq
تكافح الهند في معركة شرسة مع الموجة الجديدة التي تشهدها البلاد من فيروس كوفيد 19، التي دفعت النظام الصحي هناك الى حافة الانهيار، وواصلت الهند وتواصل تسجيل أرقام
تكافح الهند في معركة شرسة مع الموجة الجديدة التي تشهدها البلاد من فيروس كوفيد 19، التي دفعت النظام الصحي هناك الى حافة الانهيار، وواصلت الهند وتواصل تسجيل أرقام قياسية على مستوى العالم في معدلات الاصابة والوفاة بفيروس كورونا. وسجلت السلطات وفاة واحدة كل 4 دقائق تقريبا في دلهي مع انهيار شبه كامل للنظام الصحي، وباتت محارق الجثث والمقابر في البلاد تشهد حركة ومخاوف من نفاد المساحات المخصصة، بعد الانتشار الكارثي للاصابات والوفيات الذي يسجله يوميا البلد المكتظ بالسكان بسرعة مرعبة. ودفعت هذه الكارثة، الى حالة استنفار عالمي لمساعدة الهند في جهودها للتصدي لهذه الموجة من الجائحة، واعربت دول عديدة في مقدمتها دولة قطر، عن تضامنها مع الشعب الهندي في ظل اشتداد الازمة الوبائية التي يعيشها، في الوقت الذي اقترب فيه عدد الوفيات بسبب الجائحة من مستوى 200 ألف، وبدأت المستشفيات في الامتناع عن استقبال المرضى، بسبب عدم وجود أسّرة ونقص امدادات الأكسجين. ولليوم السادس على التوالي، سجلت الهند 323144 اصابة جديدة، بسبب الطفرة الخبيثة الجديدة. وأظهرت بيانات وزارة الصحة أن عدد المصابين في الهند، التي يبلغ سكانها 1.3 مليار نسمة، تجاوز 18 مليون مصاب وتوفي ما يقارب 200 ألف.نفاد الأوكسجين وبرزت الأزمة حين بدأت المستشفيات في دلهي برفض استقبال المرضى لعدم وجود أسرة فضلا عن نفاد امدادات الأوكسجين الطبي. وقال متحدث باسم مستشفى «سير جانجا رام»، في العاصمة نيودلهي، ان المستشفى «في حالة أزمة شديدة»، وفقا لرويترز. وذكر مسؤولون في الصحة، أن مستشفيات العاصمة نيودلهي تشهد نقصا في أسطوانات الأوكسجين والأسرّة والأدوية. وطلبت المستشفيات من الحكومة المركزية تقديم المساعدة العاجلة وسد النقص الحاصل. وقال مسؤول في مستشفى «غولدن جايبور»، في العاصمة دلهي ان 20 شخصا لقوا حتفهم بسبب نقص الأوكسجين. ومن جهتها، نشرت السلطات طائرات عسكرية وقطارات لجلب الأوكسجين من أجزاء بعيدة الى دلهي. وطلب رئيس وزراء دلهي أرفيند كيجريوال، امدادات الأوكسجين في بث تلفزيوني مباشر، الجمعة الماضي. وقال، «يجب أن تدير الحكومة على الفور جميع محطات الأوكسجين في البلاد من خلال الجيش».مقابر ومحارق ممتلئة ولجأ الهنديون في المدن الأشد تضررا الى حرق الجثث في منشآت مؤقتة تقدم الخدمات الجنائزية. وأعلنت محرقة جثث بمدينة مظفر بور (شرقي البلاد)، أن جثث الموتى تكدست، بينما تنتظر العائلات المكلومة دورها. وظهرت صور مفجعة لمرضى يموتون في طريقهم الى المستشفيات بسبب نقص الأوكسجين، كما اضاءت المحارق الجنائزية ليل المدن المتضررة بشدة. وفي وسط مدينة بوبال، زادت بعض محارق الجثث من قدرتها الاستيعابية من العشرات الى أكثر من 50 جثة، ولا تزال هناك ساعات انتظار طويلة، حسب رويترز. وقال مامتيش شارما، المسؤول في محرقة بهادهادا فيشرام غات «الفيروس يبتلع سكان مدينتنا مثل الوحش». وأضاف «نحرق الجثث فور وصولها..كأننا في حرب»، وذلك في اشارة الى تدفق الجثث المتزايد على المحرقة. وقال حفار القبور في أكبر مقبرة اسلامية في نيودلهي، حيث دفن 1000 شخص خلال الوباء، ان المزيد من الجثث تصل مقارنة بالعام الماضي. واعرب عن خشيته من نفاد المساحة في القريب العاجل.السلالة الهندية أعلنت الهند في فبراير الماضي، أن عدد الاصابات في تراجع لادنى مستوياتها وانها استطاعت التصدي للمرض. لكن خبراء الصحة، يرون انها تراخت في تطبيق الاجراءات الوقائية في الفترة السابقة، عندما بلغ عدد الحالات الجديدة حوالي 10 آلاف يوميا، وبدا الوضع تحت السيطرة. وفي مارس الماضي، قال وزير الصحة، ان «الهند في المرحلة الأخيرة من الوباء». لكن موجة جديدة من الفيروس مصحوبة بسلالات متحورة جديدة، ظهرت بقوة بعد رفع القيود مما سمح بعودة التجمعات الضخمة مثل مهرجان «كومبه ميلا» الذي شهد تجمع الملايين في وقت سابق من الشهر الجاري. وتعرف السلالة الهندية المتحورة بـ B1.617، وظهرت لأول مرة في الهند في أكتوبر الماضي. واوضح الدكتور رافي غوبتا، أستاذ الميكروبات الطبية في جامعة كامبريدج، ان «الكثافة السكانية المرتفعة في الهند بمثابة حاضنة هائلة للفيروس ليتحور»،» لكن حالات الاصابة في الموجة الجديدة في الهند قد يكون سببها التجمعات الحاشدة وغياب الاجراءات الوقائية، مثل ارتداء الأقنعة أو التباعد الاجتماعي».دعم دولي ومع تصاعد الازمة الوبائية، اعربت دولة قطر عن تضامنها مع الشعب الهندي الصديق. ووصلت شحنة امدادات طبية من بريطانيا الى دلهي. واعلنت فرنسا انها سترسل مولدات للأوكسجين يمكنها توفير ما يكفي 250 سريرا لمدة عام. وتعتزم الولايات المتحدة ارسال مواد خام لتصنيع اللقاح ومعدات طبية ووسائل وقائية لمساعدة نيودلهي في التصدي للزيادة الهائلة في الاصابات بكورونا. وكتب الرئيس الامريكي جو بايدن، على تويتر، «مثلما قدمت الهند مساعدة للولايات المتحدة عندما كانت مستشفياتنا تعاني ضغطا هائلا بفعل الوباء، نحن مصممون على مساعدة الهند في وقت الحاجة». وفي السياق، قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة، ان الوضع في الهند محزن». واكد ان المنظمة أرسلت المزيد من العاملين الصحيين والامدادات.إجراءات العزل قررت السلطات الهندية تمديد اجراءات العزل في نيودلهي لمدة أسبوع. وقال رئيس حكومة العاصمة أرفيند كيجريوال، «قررنا تمديد اجراءات العزل لمدة أسبوع»، مؤكدا ان الجميع يؤيدون تمديد العزل. وأمرت عدة مدن بفرض حظر التجول في حين تم نشر الشرطة لفرض التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات. وقالت وزارة الخارجية في بنغلاديش، ان السلطات أغلقت الحدود مع الهند لمدة 14 يوما باستثناء حركة البضائع. وعلقت بعض الدول الرحلات الجوية مع الهند خشية وصول النسخة الهندية المتحورة من فيروس كورونا اليها، بينما فرضت دول اخرى قيودا على القادمين من الهند والدول المجاورة لها.More Related News