
النَّقَب ينتفض في وجه الاحتلال.. تجريف وتهجير بحجة التّشجير
Al Sharq
يواجه البدو في صحراء النقب أقسى حملة لتهجيرهم من قبل الاحتلال الصهيوني وأبشع سياسة لإخراجهم وتغريبهم عن أرضهم، لكنهم يقفون بصمودٍ متحدّين جيش الاحتلال الذي لا ينفك
يواجه البدو في صحراء النقب أقسى حملة لتهجيرهم من قبل الاحتلال الصهيوني وأبشع سياسة لإخراجهم وتغريبهم عن أرضهم، لكنهم يقفون بصمودٍ متحدّين جيش الاحتلال الذي لا ينفك يعتدي على أصحاب الأرض بشتى الطرق الهمجية.جِنين الأطرش طفلة بعمر 14 عامًا خرجت برفقة صديقات مدرستِها لتشارك في المظاهرة السلمية الرافضة لتهجير السكان وتجريف أراضيهم بحجة التشجير قبل أن يتم اعتقالها وإرهابها من قبل الجيش. تروي "للشرق":" خرجتُ والحماس والصمود يملآن قلبي، فتلك أرضي التي وُلِدت فيها ومن قبلي أبي، والتي لا يمكن أن أقف فيها مكتوفة اليدين بدون أي رد فعلٍ، لففتُ شعري بالكوفية وانطلقت برفقة زميلاتي في المدرسة".
أملك الحق وتقول جنين ذات الاسم الثوري الذي انتقاه لها والدُها حبًا بمدينة جنين الثائرة والمقاوِمة: "إنني لا أملك سلاحًا ولا قنابل ولا غازا ساما أو مسيلا للدموع، كل ما أملكه هو "الحق" في أرضي وفي أن أعلو بصوتي صارخةً "ارحل أيها الاحتلال البغيض"، ومثلي صديقاتي اللواتي لم يتوقفن عن التظاهر والوقوف في وجه الجنود ففي حب الأرض لا فرق بين شاب وصبية". وتضيف: "رحنا نهتف أن النقب لنا وأن الاحتلال سيزول، شعرت بالصمود والتحدي والقوة تجتاحني، علوت بصوتي ليصل عنان السماء حتى انتشر الجيش الصهيوني كالجراد بيننا، وبدأ باعتقالِنا".لم تُبدِ جِنين خوفًا ولا انكسارًا ولا ارتباكًا، تصف: "حاولتُ أن أظهر بكامل شموخي وصمودي أمام المنتفضين من أهلي في النقب وصديقاتي ووسائل الإعلام والأهم أمام مئات الجنود المنتشرين والمدججين بالسلاح، لأثبت لهم أن كل معداتهم العسكرية لن تُرعب صاحب الحق والأرض حتى وإن كان صغيرًا، فلتلك الابتسامة في قاموسنا نحن الفلسطينيين لها ألف معنى ومعنى يربك الاحتلال". وتتابع: "اقتادني الجنود وأنا أبتسم ابتسامةً عريضةً، وفتشوني وانتزعوا حجابي وقذفوني بالجِب العسكري، وأمام عينيّ كانوا يركلون ويضربون شابًا بأرجلهم وأسلحتهم بكل ما امتلكوا من إجرام وشراسة، كان المشهدُ مؤلمًا للغاية والتعذيب أقسى مما قد يتخيل العقل". وتعلق: "المهم أن كل الشجيرات التي زرعها الاحتلال تم قلعها". وفي ذات اليوم الذي شاركت فيه جِنين بالمظاهرة، سمعتْ نبأ إصابة خالِها طالب علي السعايدة إصابةً خطيرة بالرصاص المطاطيّ في الرأس وهو مشارك في نفس المظاهرة السلمية والمرخصة ليتم نقله لمستشفى "سوروكا" ويقضي حتى اليوم في العناية المشددة غائبًا عن الوعي ويمنع الاحتلال دخول أحد عنده. تعلق: "إنهم يقتلون ويعتقلون ويعتدون بالضرب الإجرامي علينا وعلى أهالينا ويسرقون أراضينا وبيوتنا، ومن قبل ذلك يحرموننا من كل مقومات الحياة الأساسية فكيف يهدأ لنا بال؟ ليس أمامنا من خيار غير الصمود في وجوههم حتى طردهم".