المهرب الأخير.. لماذا نلجأ للمشاعر في عصر المادة؟
Al Jazeera
في زمن الآلات، والرغبات الفورية، والثقافة الاستهلاكية، تبدو الأشياء التي نطلب منها تحريك روحنا، والمواقف التي تهيج حياتنا العاطفية، اصطناعية، ألا يمكننا القول بأننا نميل إلى استغلال المشاعر بطريقة استهلاكية؟
يأخذنا الفيلسوف الفرنسي ميشيل لاكروا إلى رحلة تأملية بسيطة إلى عالم السينما نسبر بها أغوار حالة التهييج الشعوري في العصر الحديث، والتي لا تلبث إلا أن تطفو للسطح مع كل حادثة، أو كارثة، أو مجزرة، أو حدث رياضي، أو حتى فيلم سينمائي يعيد "إنتاج العواطف"، حيث يقول لاكروا: "انظر مثلا إلى سيناريوهات الأفلام، فعندما يريد أحدهم أن يمدح فيلما ما، تكون العبارة المستعملة: (إنه فيلم مفعم بالمشاعر)، فمراكز الإنتاج تقوم بصياغة السيناريوهات بهدف استخلاص كل عصاراتها العاطفية، بما يضمن للعبة التنقل بين المشاعر أن تفرض نفسها. هل جعلنا المشاهد يشعر بالخطر؟ إذن يجب تدفئته في الحال بشيء من الحنان. هل أضحكناه؟ إذن يجب أن نبكيه. هل ارتعد؟ إذن يمكنه أن يستمتع ويتلذذ بمشاهد جنسية في القصة. لندخل المشاهد في حالة حزن جنائزي، يتم إتباعها بتلطيف للأجواء ببهجة الأطفال".More Related News