الملتقى القطري للمؤلفين يناقش "صناعة الكاتب"
Al Sharq
ناقش الملتقى القطري للمؤلفين، خلال الحلقة الثانية من مبادرة الجلسة المستديرة للمؤلفين التي يشرف عليها ويديرها الكاتب جمال فايز، موضوع صناعة
ناقش الملتقى القطري للمؤلفين، خلال الحلقة الثانية من مبادرة "الجلسة المستديرة للمؤلفين" التي يشرف عليها ويديرها الكاتب جمال فايز، موضوع "صناعة الكاتب"، وذلك بمشاركة عدد من أعضاء الملتقى. وأثار الأستاذ فايز النقاش في بداية الجلسة، التي بثت على قناة الملتقى بموقع "يوتيوب" وحساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، من خلال طرح مجموعة من التساؤلات حول إمكانية صناعة الكاتب ومدى نجاح فكرة إنشاء أكاديمية لصنع الأدباء، وشروط نجاح الفكرة، كما طرح تساؤلات حول تفريغ الكتاب للعمل الأدبي. وشهدت الجلسة تفاعلا من الحضور، حيث أكد الاستاذ صالح غريب مدير البرامج في الملتقى القطري للمؤلفين، أن هناك العديد من الاكاديميات في العالم العربي التي تخرّج المبدعين في جميع المجالات، لكن هذه الاكاديميات لا يمكن أن تخرج كاتبا إذا لم تكن هناك موهبة وشغف ورغبة صادقة في الكتابة، فشغف الكتابة يتشكل بحضور الفعاليات الثقافية وتكثيف وتنويع القراءات التي تصقل موهبة الشخص وتوجهه للكتابة. من جهته، رفض الاستاذ أحمد العلوي تشبيه التدريب على الكتابة بالتدريب على ممارسة إحدى الرياضات، حيث إن التدريب على كرة القدم في الأكاديمية الرياضية يتطلب الالتحاق بها في سن مبكرة، في حين أن مهارة الكتابة وشغف الأدب تظهر عند الشخص إذا نضج فكره، مشيرا إلى العديد من التحديات التي تواجه فكرة انشاء اكاديمية كتابة لأن في العالم العربي الكتابة لا توفر مصدر دخل لصاحبها لذلك يجب ان تكون الكتابة هواية، إلى جانب الوظيفة الرئيسية التي تتطلب الدخول الى جامعات متخصصة. بدورها، قالت الأستاذة صالحة خليفة إن "صناعة الكاتب" لا يمكن ان تتم بشخص منفصل عن المناهج التعليمية، مشددة على دور معلم اللغة العربية الذي يستطيع أن يكتشف مواهب الطلبة. وتحدثت عن تجربتها في اكتشاف الطلاب الموهوبين خلال عملها في التدريس، داعية إلى تحقيق التواصل بين وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وأكاديميات التدريب على الكتابة لرعاية الموهوبين. من جانبه، وافق الأستاذ هاشم محمود، رأي الأستاذة صالحة بشأن دور المدرس في اكتشاف الموهبة لدى الطالب، مؤكدا أن الاهتمام المبكر بأصحاب المواهب سيخرج كتابا أصحاب أقلام مميزة. وأوضح الأستاذ ظافر دركوشي أن لفظ الصناعة مرتبط بوجود مادة خام، وأن جودة المواد الخام تختلف، وأنه ليس كل من يدخل أكاديمية يستطيع أن يبدع، بل لابد من توفر الموهبة، وخير دليل على ذلك أن كبار الأدباء و المفكرين في العالم لم يدخلوا أكاديميات الكتابة حتى ان معظمهم دخل المجال في سن متقدم. وبدورها، قالت الأستاذة أسماء عمر، إنها اكتشفت، من خلال تجربتها في التعليم، العديد من المواهب الخام غير المصقولة، لكن من إطار عملها لا يمكنها القيام بصقل تلك المواهب نظرا لارتباطه ببرامج ووقت محدد.. فيما أكدت الاستاذة عائشة المريخي أنه لا يمكن الحديث عن صناعة الكاتب بمعزل عن عدة قضايا اخرى من بينها صناعة الكتابة، مؤكدة أن الكتابة مهارة مكتسبة، وأن القراءة أساس الكتابة لذلك يجب الحديث عن صناعة القارئ. واعتبر الاستاذ مسعود خلف أحمد أن الكتابة يجب ان تبدأ في مراحل تعليمية مبكرة ويتم تشجيع الطلاب عليها. وقال الدكتور هاني صلاح إن كل أمة تقاس بما تمتلك من منظومة أخلاقية وعلمية، لذلك لا بد من جمع الجهود المبعثرة والتخطيط بشكل دقيق للوصول إلى نتائج مثمرة، مشيرا إلى وجود قسم لرعاية الموهوبين في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في قطر، لكنها خطوة أولى في هذا المشروع. ودعا إلى الانتباه للمواهب ورعايتها نظرا لأن الثقافة غذاء الفكر والروح.