
الكرملين يغازل الرياض.. هل ينجح بوتين في اختراق التحالف السعودي الأميركي؟
Al Jazeera
تبدو موسكو في طريقها لطرق أبواب حليف أميركي جديد فترت علاقته بواشنطن، لكنها محاولة تجري على خلفية تاريخ معقَّد من العلاقات.. فهل ينجح بوتين في اختراق التحالف السعودي الأميركي؟
في التاسع من مارس/آذار الماضي، حطَّت طائرة وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" في الرياض في زيارة التقى فيها وزراء الخارجية والدفاع والطاقة السعوديين. جاءت الزيارة متزامنة مع رسائل إيجابية تبادلتها الولايات المتحدة مع إيران عبر قنوات دبلوماسية غير مباشرة، ولم يخفَ على أحد ما أثارته تلك الرسائل من قلق في السعودية، التي تُجابه منفردة الآن تهديدات مباشرة من صواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيرة التي تخترق مجالها الجوي باستمرار، وتتخوَّف من تجدُّد الاتفاق الأميركي الإيراني المُنصب على كبح البرنامج النووي دون نظر في الأدوار التي يلعبها حلفاء إيران العسكريون في المنطقة. لذا، باتت الرياض تنظر للروس، خصم الأميركيين الكلاسيكي عسكريا واستخباراتيا، بوصفهم ورقة مهمة في إطار السجال مع واشنطن والبحث عن تحالفات دولية جديدة. على مرِّ عقود مضت، كان لهجمة إرهابية محدودة قُرب المنشآت النفطية السعودية أن ترفع درجة الاستعداد في صفوف القوات الأميركية بالخليج إلى أقصى حد، كي تؤمِّن القوة العسكرية الأكبر في العالم إمداداتها من النفط. لكن الأهمية المتضائلة لنفط الخليج طوال العقد الماضي غيَّرت الكثير في الإستراتيجية الأميركية، فبات استهداف المواقع السعودية والمنشآت النفطية في شرق المملكة يمرُّ دون اتخاذ خطوات أميركية رادعة بوجه الفاعلين. بيد أن الفراغ الأمني ذاك، كغيره من فراغات تتركها واشنطن في خضم انشغالها بالمحيط الهادي والتنافس مع الصين، جذب أنظار الكرملين ليلعب دورا لم يكن يتخيَّل أحد أن يلعبه قبل بضع سنوات في منطقة طالما عُدَّت أميركية بامتياز.More Related News