القوات الأوكرانية تعزز دفاعاتها حول العاصمة كييف
Al Sharq
تنعقد اليوم الإثنين الجولة الثالثة من المحادثات بين موسكو وكييف بشأن وقف إطلاق النار، وأعلن مبعوث أوكرانيا لدى الولايات المتحدة، أن بلاده ستستجيب لأي محادثات سلام،
تنعقد اليوم الإثنين الجولة الثالثة من المحادثات بين موسكو وكييف بشأن وقف إطلاق النار، وأعلن مبعوث أوكرانيا لدى الولايات المتحدة، أن بلاده ستستجيب لأي محادثات سلام، مشددا على أنها لا تثق في روسيا. وعقدت جولتان سابقتان بين الطرفين على الحدود الأوكرانية البيلاروسية في منطقة غوميل بالقرب من محطة تشرنوبل النووية الواقعة في الأراضي الأوكرانية، لم تحققا نتائج ملموسة لوقف إطلاق النار. وسبق الجولتين حراك دبلوماسي واسع واتصالات للتوسط بين أوكرانيا وروسيا، وسجل رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت زيارة مفاجئة لموسكو أجرى خلالها محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بطلب من كييف. وتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي مع الرئيس الأوكراني ثلاث مرات هاتفيا منذ السبت، بحسب مصادر رسمية. كما ذكر التلفزيون الروسي، أن بوتين أجرى محادثات منفصلة مع نظيريه الفرنسي إيمانويل ماكرون والتركي رجب طيب أردوغان الذي حثه خلالها على إعلان وقف إطلاق النار في أوكرانيا، لكن بوتين شدد على أن العملية العسكرية التي تنفذها بلاده في أوكرانيا لن تتوقف إلا إذا أوقفت كييف المقاومة واستجابت لجميع مطالب الكرملين، وأبلغ أردوغان بأن المفاوضين الأوكرانيين يجب أن يتخذوا نهجا "بناء" بشكل أكبر في المحادثات مع موسكو وأن يأخذوا في الحسبان الواقع الجديد على الأرض، مؤكدا أن "العملية الخاصة" التي تنفذها روسيا تسير وفقا للخطة والجدول الزمني لها. والسبت، توجه مسؤولون أمريكيون إلى فنزويلا سعيا لتحديد ما إذا كانت كراكاس مستعدة للتراجع عن علاقاتها الوثيقة مع روسيا وسط حربها على أوكرانيا، وفقا لما نقلته وكالة رويترز. ونقلت الوكالة عن مصدر طلب عدم نشر اسمه، أن مسؤولين أمريكيين وفنزويليين عقدوا جولة محادثات لكنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق، ولم يتضح إذا كان سيُعقد اجتماع آخر. وصرحت أمينة جبار نائبة وزير الخارجية الأوكرانية للجزيرة، بأن كييف تجري حوارا مع الصين ودول كثيرة بهدف الوساطة لإنهاء الحرب، وأضافت أن دولا كالسعودية وتركيا وإسرائيل عرضت قيامها بوساطة، ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي قبيل انعقاد جولة ثالثة من المفاوضات بين كييف وموسكو. معارك مستمرة وفي الأثناء، عززت أوكرانيا دفاعاتها حول العاصمة كييف من خلال حفر الخنادق وغلق الطرق والتنسيق مع وحدات الدفاع المدني، في الوقت الذي تقصف فيه القوات الروسية المناطق المحيطة بها. ونشرت وزارة الدفاع الروسية لقطات لبعض مركباتها العسكرية وهي تتحرك بالقرب من العاصمة، في حين قال أوليسكي دانيلوف الأمين العام لمجلس الأمن والدفاع الوطني في أوكرانيا عبر فيسبوك، إن الجيش الروسي لا يزال يواصل مساعيه للسيطرة على العاصمة، مضيفا ان روسيا تحشد القوات لتطويق مدينة دنيبرو الأوكرانية، وتصب تركيزها على عزل أوكرانيا عن البحر الأسود. وتبادل الانفصاليون الموالون لروسيا والحرس الوطني الأوكراني، الاتهامات بالإخفاق في إقامة ممر إنساني لإجلاء سكان ماريوبول بسبب تواصل اطلاق النار، وهي ثاني مرة يحاول فيها الجانبان ترتيب ذلك، وغادر المدينة حوالي 300 شخص فقط فيما تخطط السلطات الأوكرانية لإجلاء أكثر من 200 ألف شخص. وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن العاملين في محطة زابوريجيا للطاقة النووية يواصلون تشغيلها، لكن الإدارة أصبحت تخضع لأوامر قائد القوات الروسية التي استولت عليها الأسبوع الماضي. ونقلت مصادر اعلام روسية، عن "ممثل هيئة مختصة" في روسيا قوله إن أوكرانيا تطور أسلحة نووية في محطة تشرنوبل النووية المعطلة المغلقة منذ عام2000، لكن السلطات الأوكرانية قالت إنه ليست لديها خطط للانضمام مجددا إلى النادي النووي، وإنها تخلت عن أسلحتها النووية في عام 1994 بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. وذكر حاكم منطقة دونيتسك، أن المهندسين الأوكرانيين سارعوا أمس لإصلاح خط أنابيب غاز ألحقت به القوات الروسية أضرارا، مما أوقف الإمدادات لأجزاء من جنوب شرق أوكرانيا. وأضاف أن المهندسين أغلقوا الخط لمنع تسرب الغاز، موضحا أن تدفق الغاز انخفض وسيتوقف تماما خلال ساعات. ومن جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الصواريخ الروسية دمرت تماما المطار المدني بمدينة فينيتسا، بينما قالت السلطات لاحقا ان خدمات الطوارئ تعمل على إخماد حرائق في المطار نجمت عن ضربات صاروخية. وطالب زيلينسكي الدول الغربية بفرض حظر طيران فوق أوكرانيا وتمكين القوات الأوكرانية من طائرات مقاتلة للدفاع عن بلادهم، لكن موسكو قالت إن أي دولة تتيح لسلاح الجو الأوكراني استخدام مطاراتها لشن هجمات على روسيا يمكن اعتبار أنها دخلت الصراع. في المقابل، قالت موسكو إن القوات الروسية قصفت وعطلت قاعدة ستاروكوستيانتينيف الجوية العسكرية الأوكرانية بأسلحة طويلة المدى عالية الدقة. تفاقم الأزمة الإنسانية ويستمر تدفق الأوكرانيين إلى بولندا ورومانيا وسلوفاكيا وغيرها من البلدان المجاورة، وبلغ عدد الفارين من الحرب أكثر من 1.5 مليون شخص في أزمة لاجئين هي الأسرع نموا في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ويتجه ملايين النازحين داخليا إلى مناطق آمنة نسبيا في غرب أوكرانيا، في حين صدرت أوامر للرجال في سن القتال بالبقاء. وقدرت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عدد اللاجئين قد يقفز إلى أربعة ملايين بحلول يوليو. وقالت منظمة الصحة العالمية إن 249 مدنيا قتلوا وأصيب 553 حتى يوم الخميس. وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن المنظمة أكدت وقوع عدة هجمات على مراكز للرعاية الصحية في أوكرانيا وأنها تتحقق من هجمات أخرى. ومن جانبها، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير في مقابلة مع شبكة سي.إن.إن، إلى إجراء تحقيق فيما إذا كانت روسيا ترتكب جرائم حرب في أوكرانيا، بينما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة اطلعت على "تقارير موثوقة للغاية" عن هجمات متعمدة على المدنيين من قبل القوات الروسية في أوكرانيا وإن واشنطن توثق هذه التقارير للتأكد من أن المنظمات المعنية يمكنها التحقيق فيما إذا كانت جرائم الحرب قد ارتُكبت. فيما قالت المخابرات العسكرية البريطانية إن موسكو تستهدف المناطق المأهولة في أوكرانيا لكن شدة المقاومة تبطئ التقدم الروسي. ضغوط دولية وتضغط أوكرانيا من أجل الحصول على المزيد من المساعدة الغربية بما في ذلك المزيد من العقوبات والأسلحة. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن واشنطن تدرس "بكل فاعلية" كيف يمكنها إرسال طائرات لبولندا إذا قررت وارسو إمداد أوكرانيا بطائراتها الحربية. وأكد بلينكن أن الطائرات الأمريكية لن تحلق ضد الطائرات الروسية، مضيفا "لن ننشر جنودنا على الأرض في أوكرانيا". وتابع "نحاول إنهاء الحرب الحالية في أوكرانيا وليس بدء حرب أكبر." وأوضح أن واشنطن قدمت لأوكرانيا خلال عام واحد أكثر من مليار دولار من المساعدات الأمنية والأسلحة الدفاعية الفتاكة. وبعد اجتماعه مع بلينكن على الحدود الأوكرانية البولندية، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، إنه يتوقع فرض المزيد من العقوبات وتقديم أسلحة جديدة لأوكرانيا في الأيام المقبلة. وأعلنت بريطانيا أنها ستعمل مع الحلفاء الدوليين للحصول على مزيد من العتاد العسكري بهدف مساعدة أوكرانيا، في الوقت الذي طالب فيه زيلينسكي بالحصول على طائرات مقاتلة والمزيد من الأسلحة الفتاكة وفرض حظر على النفط الروسي وتطبيق منطقة حظر طيران. كما طالبت أوكرانيا رسميا تعليق عضوية روسيا وبيلاروسيا في البنك وصندوق النقد الدوليين. وامتدادا لسلسلة العقوبات الاقتصادية على موسكو، علقت شركتا فيزا وماستركارد الأمريكيتان للمدفوعات عملياتهما في روسيا، لكن البنك المركزي الروسي أوصى المواطنين المسافرين الى خارج البلاد بحمل سيولة نقدية أو بطاقات نظام الدفع الوطني الروسي "مير" في البلدان أو الأقاليم القليلة التي تعتمدها. كما أكد سبيربنك، أكبر بنك روسي، إن بطاقات فيزا وماستركارد الصادرة عنه يمكن استخدامها في عمليات على الأراضي الروسية، ومن المرجح أن تبدأ عدة بنوك روسية في إصدار بطاقات تستخدم نظام يونيون باى الصيني، لتجنب أي تأثير على المستهلكين.