
الفلسطينيون يجدّدون إصرارهم على نهج المقاومة
Al Sharq
أحيا الفلسطينيون في 30 مارس الماضي ذكرى يوم الأرض بسلسلة من الفعاليات الشعبية في قطاع غزة والضفة الغربية والمدن والقرى العربية في الداخل المحتل، ومن بين تلك الفعاليات
أحيا الفلسطينيون في 30 مارس الماضي ذكرى يوم الأرض بسلسلة من الفعاليات الشعبية في قطاع غزة والضفة الغربية والمدن والقرى العربية في الداخل المحتل، ومن بين تلك الفعاليات مسيرة جماهيرية كبيرة في عرابة شمال إسرائيل، إضافة لوضع أكاليل الزهور على أضرحة شهداء يوم الأرض في سخنين وعرابة ودير حنا وكفر كنا والطيبة، وغيرها من الفعاليات. وترجع قصة هذا اليوم إلى عام 1967 حين صادرت إسرائيل نحو 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث والنقب، وكان ذلك عبارة عن تهويد كامل للمنطقة، ما دفع أهل الداخل الفلسطيني المحتل للانتفاض ضد المشروع. وقمعت قوات الاحتلال الاحتجاجات بعنف وأطلقت النار عشوائيًا على المحتجين ما أدى لارتقاء ستة شهداء وعشرات الجرحى، ومنذ ذلك اليوم يواصل الفلسطينيون من الداخل والشتات والمتعاطفون معهم باستذكار يوم الأرض من أجل تجديد عهد المقاومة والدفاع عن الأرض المسلوبة. وجددت الفصائل الفلسطينية في بيانات متعددة، موقفها في يوم الارض، حيث ظلت ذكرى يوم الأرض محل إجماع فلسطيني حاشد بين كل الفصائل والقوى الفلسطينية، وهي ذكرى للتأكيد على ثوابت القضية الفلسطينية.*أبشع طرق الإجرام ومن الشهود الأحياء على التهجير القسري، الحاج الثمانيني أبو حاتم شعبان الذي وصف أبشع طرق إجرام المحتلّ في التهجير، فيروي للشرق:" "ذبحوا الصغيرةَ أمام عينيّ في قريتي "سمسم" بعد تهجيرنا ببضعة أيام، كانت كالوردة لا تتجاوز الثّامنة، ذهبت للقرية كي تحضر طعامًا للدّابة التي تركب عربتها، لكن دمها سال تحت شجرة السّدرة قبل أن تطعمها، حيث أوقفتها عصابات الاحتلال الصهيونيّة، والتفّت حولَها، وراح كل واحدٍ من الصهاينة يغرسون أسياخًا حديدية في جسدِها الصغير، حتى سقطت مضرّجة بدمائها". ابتلع الحاجُ شعبان 82 عامًا – ريقَه ثم عدَل حطّته وعقاله وصمت عن الحديث تاركًا دموعه تسقط بين كفيه اللذين أخفى بهما وجهَه، كان ذلك قبل أن يروي "للشرق" الحكاية المؤلمة التي كان شاهدًا عليها بأمّ عينيه عام 1948 وحينها كان بعمر الحادية عشرة. مسَح شعبان دموعَه واستكمل الحكاية:” لقد قتلوا الطفلةَ بكل إجرام ووحشيّة، ثم مدّدوها على الكيس الذي كانت تحمله لتضع فيه طعام الدّابة من التبن، وذبحوها، ذبحوها كما لو أنها نعجة وليست إنسانا، إنهم أجرم مما قد يتصوّر العقل، أرادوا ترويعنا بذلك الفعل وقد حدث ما أرادوا". لقد انغرس ذلك المشهد المرعب في ذاكرة الحاج شعبان حتى هذا اليوم. يعلق:" إنه لا يفارقني ولن يفارقني حتى موتي، وكلما تحدث أحدهم عن الاحتلال والاعتقال والقتل والشهداء انبثق ذلك المشهد من ذاكرتي أمام عيني وكأنني أراه اليوم". كان طفلًا آنذاك وقد جاء متسللاً لقريته مع الرجال بعد بضعة أيامٍ من تهجيرهم بالرصاص والبراميل المتفجرة وفق قوله "للشرق". ويضيف:" جئنا خلسةً لنجمع الأشياء الضرورية من بيوتِنا، وقد رأينا مشهد الطفلة بأمّ عيوننا ولم نستطع فعل شيء فنحن لم نكن نملك أي سلاح، فيما العصابات كانت مدجّجةً بالسلاح، وبالحقد الذي هو أشد إيلامًا وقسوة من السلاح".*براميل متفجرة ويقول:” العزّ والسعادة والخير انقطع بقدوم عصابات الهاجاناة الصهيونية التي دخلت بلادنا وراحت تطلق النيران من كل حدبٍ وصوب متستّرين بالعتمة، إذ بدأوا هجومهم قبل بزوغ الفجر”. ويضيف:” هربنا مفجوعين من " سمسم " إلى قرية "برير"، ثم إلى "دمرة" و"هربيا" بعد أن قتلوا جنود الجيش المصري الذي كان يعتلي مدرسة قرية برير، وبعدها هُجّرنا إلى بيت لاهيا مجتازين سوافي الرَّمل فيما البراميل المتفجّرة تسقط فوق رؤوسنا “. ويصف:” لم نملك خياراً للنجاة بأرواحِنا غير الهرب، فصار الكبار يحفرون الحفر ويُخْفون أطفالهم بها، فإن عطس أحدٌ أو عوى كلبٌ أو أشعل أحدهم سيجارة سقط البرميل فوق رأسِه”. يكمل ودمعةٌ جديدة تراوده:" ضَرَبَ البرميل المتفجّر أسرةً أمامنا ففُقِئَت عين الأمّ وقُتِل طِفلُها، فيما سلم من العائلة طفل آخر ووالدُه". ويؤكد شعبان أنه "لن تكون هناك عودة لبلادنا المهجرة بدون أمة عربية موحّدة مهما تحدثنا عن حقنا بها، فلنا الحق بالعودة وفق القرار رقم 194 للجمعية العامة للأمم المتّحدة".More Related News