العلامة ابن حزم الأندلسي.. حين اعترف بإخفاق حُبّه مرتين!
Al Jazeera
أهدى لنا لونا بديعا من ألوان الأدب العربي والأندلسي، تجلت فيه شجاعته وذوقه وذكرياته في مراحل الشباب والحب، ذلك هو كتابه الأثير والشهير “طوق الحمامة”. فمَن هو ابن حزم؟ ولماذا ألَّف هذا الكتاب؟
أنجبت الأندلس طوال تاريخ الإسلام فيها الذي استمر لثمانية قرون عباقرة وعظماء في ميادين الشريعة والعلوم والآداب والفنون، فضلا عن السياسة والعسكرية، ودُعاة على درجة كبيرة من العفّة والصيانة. وفي نهاية عصر الدولة الأموية في الأندلس، وفي سنوات ازدهارها الأخيرة واضطرابها أيضا، وفي بيت من بيوت الشرف والمكانة والسُّؤدد فيها، وُلد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم في عام 384هـ/994م، وهو واحد من الرجال الفطاحل في تاريخ الأندلس وعباقرة ميادينها الفكرية والفلسفية والدينية؛ ذلك الرجل الذي يبدو أنه جمع المتناقضات فصار رأسا للمذهب الظاهري، وفقيها مُتبحِّرا مقارنا في المذاهب الفقيهة كلها، وفيلسوفا متأملا، بل ورجل سياسة، إذ كان والده من الوزراء الكبار، وكان في الوقت ذاته ذا عاطفة جيّاشة، ونفس مُرهفة، وقلب يعرف للحب قدره! لم يكذب الشاعر والصوفي الكبير ابن العريف الأندلسي حين قال: "لسانُ ابن حزم وسيف الحجاج بن يوسف صنوان"، وهو تشبيه نرى منه قوة لسان ابن حزم، وإفحامه للخصوم، وحجّته الحاضرة، وبيانه الباهر، وهو لسان كان سببا في إيقاع العداوة والبغضاء لدى منافسيه الذين ضعفوا أمامه، وأُلجئوا في نهاية المطاف لإحراق كُتبه بتُهم كاذبة جعلت الرجل يتجه إلى مزرعة آبائه وأجداده النائية في سنوات عمره الأخيرة معتكفا على العلم، ومستقبلا لطلبة العلم من أرجاء الأندلس!More Related News