
الصراع على الحكاية.. الاحتلال الإسرائيلي ومحاولات وأد الذاكرة الفلسطينية
Al Jazeera
الحرب القائمة ليست عن جهالة، والعدو الموغل في وحشيته لا يقصف ويقتل ليل نهار بسبب فكرة خاطئة لو تم تصحيحها قد يتوقف؛ بل إنه يخوض -بجانب معركته العسكرية- حربا، هي حرب المفردات.
من أين يبدأ من يريد أن يثبت أن فلسطين عربية إسلامية؟ من صفحات التاريخ أم من أروقة الجغرافيا؟ من العدوان الحالي على غزة أم من آلاف الصور واللوحات التي سجلت تاريخ الأرض وسكانها الأصليين منذ قرون؟ الحقيقة أن أصحاب القضية عربا ومسلمين لا يحتاجون أن يثبتوا شيئا. فالحرب القائمة ليست عن جهالة، والعدو الموغل في وحشيته لا يقصف ويقتل ليل نهار بسبب فكرة خاطئة لو تم تصحيحها قد يتوقف، بل إنه يخوض -بجانب معركته العسكرية- حربا، هي حرب المفردات؛ حرب لغوية هدفها قلب المسميات، ومن ثم قلب الأفكار، حرب يراد لها أن تطمس التاريخ في الوقت نفسه الذي تمحى فيه الجغرافيا باستخدام الترسانة العسكرية. فالاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين صار في أروقة المحاكم الدولية "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، والمجازر والتطهير العرقي والإبادة الجماعية لملايين البشر صار اسمها "الاشتباك بين الطرفين"، وحركات المقاومة الوحيدة التي لا تزال تقاتل من أجل القضية صار اسمها "منظمات إرهابية".More Related News