
السفير السوداني: الدوحة شريك راسخ للخرطوم في التنمية والسلام
Al Sharq
أكد سعادة السيد عبدالرحيم الصديق محمد سفير جمهورية السودان لدى الدوحة أن زيارة فخامة رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق الركن أول عبدالفتاح البرهان التي
أكد سعادة السيد عبدالرحيم الصديق محمد سفير جمهورية السودان لدى الدوحة أن زيارة فخامة رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق الركن أول عبدالفتاح البرهان التي تستمر لمدة يومين، تأتي تلبية للدعوة الكريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وتكمن أهمية هذه الزيارة في كونها تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين تطوراً ملحوظاً وعملاً دؤوباً من أجل نقل هذه العلاقات إلى آفاق أرحب. وأشار سعادته في تصريحات صحفية إلى أنه من شأن الزيارة تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية، وبحث تعزيز مجالات التعاون الثنائي بين البلدين، كما ستكون الزيارة فرصة للتشاور حول تفعيل اتفاقيات التعاون الاقتصادي والاستثمار بين البلدين، وقال السفير الصديق إنه خلال الزيارة ستتم مناقشة عدد من الملفات، أهمها العلاقات الثنائية الراسخة والأخوية والأزلية ولها جذور ضاربة في التاريخ بين البلدين. أهمية الزيارة بين الصديق أن هذه الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة العربية وإقليمنا تطورات مهمة جداً، خاصة الأجواء التصالحية في المنطقة بعد قمة العلا في السعودية بين دول مجلس التعاون الخليجي، وعودة اللحمة للبيت الخليجي. وواصل: خلال هذه الزيارة يسعى السودان لتقديم المزيد من التسهيلات للمستثمرين، خاصة بعد قرار الحكومة السودانية المتعلق بتوحيد سعر صرف العملة ضمن الإصلاحات الاقتصادية وتشجيع الاستثمار. ونتوقع التداول حول عدد من المشروعات التي تم الاتفاق عليها مسبقاً بين البلدين، خاصة في مجال النقل البحري ومجالات الموانئ والتعاون بين الخطوط الجوية القطرية والخطوط الجوية السودانية. وأوضح سعادته أن هذه الزيارة تعتبر تمهيدا للطريق أمام انعقاد اللجنة الوزارية المشتركة قريباً والمنوط بها تفصيل وتوقيع الاتفاقيات ومراجعة ما تم الاتفاق عليه وتفعيل الاتفاقيات. وتتطلع الخرطوم إلى مشاركة قطر في مؤتمر باريس لدعم الاستثمار في السودان، والذي سيعقد بمبادرة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مايو المقبل، وفي هذا الإطار، نؤكد في السودان على أهمية مشاركة قطر الفاعلة في هذا المؤتمر. كما أن رفع السودان من قائمة الدولة الراعية للإرهاب فتح الباب واسعاً أمام الاستثمار والانفتاح على الاقتصاد العالمي تمهيداً لإعفاء ديون السودان وكلها قضايا ضمن النقاشات التي تتم في الدوحة. العلاقات الثنائية شدد سعادته على أن العلاقات القطرية السودانية تتسم بالثبات وتوافق الرؤى حول القضايا السياسية الإقليمية والدولية، فهي علاقات قوية وراسخة بين البلدين. وتعتبر دولة قطر داعما أساسيا للسودان في جميع المحافل الدولية خاصة فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان، كما دعمت قطر السودان كثيراً لرفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب والقضايا الأخرى المتعلقة بالدبلوماسية متعددة الأطراف. وهذه العلاقات سوف تشهد طفرات واسعة في المستقبل القريب لصالح شعبي البلدين خاصة وأن حجم الاستثمارات القطرية في السودان مهم وكبير. جهود السلام وقال السفير السوداني: "لقد ساهمت دولة قطر بشكل كبير في مسيرة السلام والتنمية في السودان، ويكفينا فخرا استضافة قطر لمحادثات سلام دارفور والتي أفضت لتوقيع اتفاقية سلام دارفور وهو اتفاق ما زال ساري المفعول ويعتبر ركيزة لتحقيق السلام الكامل". وتابع: "استضافت دولة قطر في 2013 أيضاً مؤتمر المانحين الذي رفع شعار أن الحرب ترياقها الناجع هو التنمية، وعملت فيه دولة قطر على حزمة من البرامج التنموية، من أهمها ببناء مجمعات الخدمات أو القرى النموذجية في خمسة عشر موقعاً في ولايات دارفور الخمس لتسهيل العودة الطوعية للنازحين". وأضاف: "جهود دولة قطر لم تقف عند هذا الحد، بل كانت حاضرة ومشاركة في التوقيع النهائي لاتفاقية السلام بين حكومة جمهورية السودان وحركات الكفاح المسلح السودانية بعاصمة جنوب السودان جوبا". الاستثمارات القطرية أبرز الصديق أن الاستثمارات القطرية في السودان تعتبر مهمة للاقتصاد المحلي، حيث نجد المشروعات القطرية في مختلف المجالات مثل الزراعة، والثروة الحيوانية، والطاقة، وغيرها. ومن بين هذه الاستثمارات مشروعات جيدة تنفذها شركة حصاد الزراعية، والتي تم منحها 260 ألف فدان من الأراضي الصالحة للزراعة، وهناك مزارع للأعلاف تشرف عليها دولة قطر، وتنفذ شركة ودام أيضاً مشاريع كبيرة في مجال الثروة الحيوانية بالسودان، بالإضافة للمشاريع السياحية الكبرى ونحن ممتنون لهذا الجهد الكبير، وهناك تعاون جيد بين السودان وقطر في قطاع الموانئ، وقطر تقدم دعما كبيرا جداً للتنمية في السودان وجهودها مخلصة للعمل مع الشعب السوداني، ولعل أبرز المؤسسات التي تشارك السودان في وسائل التنمية هي شركة حصاد وودام وجهاز قطر للاستثمار وشركة الديار العقارية التي تقوم ببناء أبراج ضخمة في الخرطوم على ضفاف نهر النيل، وهو نوع من التطوير المهم جداً لمدينة الخرطوم وشارف هذا المشروع على الانتهاء. وأضاف: "نتطلع لأن يكون هناك المزيد من التعاون في مجالات الغاز والنفط، لأن السودان يزخر بموارد ضخمة في هذا المجال وهي مهدرة للأسف، بالتالي فإن الفرصة متاحة للأخوة القطريين في مجال النفط والغاز في السودان، وقطر لديها استثمارات جيدة في مجال الطاقة بأفريقيا وبدأت تتوسع حالياً في القارة بعدد من الدول من خلال قطر للبترول في مجالات التنقيب والاستكشاف ونتطلع لأن يكون السودان جزءاً من هذه الاستثمارات. وتابع: "وكذلك في مجال تعدين الذهب، حيث يعتبر السودان من أغنى الدول الأفريقية في مجال الذهب، وهناك فرص ضخمة جداً في مجالات الزراعة التي تستطيع أن تلبي حاجة كافة دول الخليج والمنطقة الخليج، خاصة أن الأمن الغذائي أصبح هاجس الكثير من دول المنطقة، وبين أن السودان تتطلع للعمل مع الأخوة القطريين في هذا المجال ونفتح لهم الأبواب للدخول في السوق السوداني والاستثمار في الزراعة والعديد من المشاريع السودانية. كما أورد سعادته: "نحتاج لوضع أطر حتى نستفيد من الفرص الواسعة المتاحة في السودان، وأعتقد أن دولة قطر لديها إمكانيات جيدة للقيام بهذا الدور وهو بالضرورة يتوافق مع رؤيتنا في الحكومة وهو تعزيز قيمة الصادر والتوجه نحو التصنيع الزراعي بما يجعل هناك قيمة مضافة لصادراتنا وأيضاً نساهم في حل قضايا الأمن الغذائي لدول المنطقة، بالإضافة لطرح فرص استثمارية في قطاعات البنية التحتية والخدمات والصناعة والطاقة وغيرها من المجالات الواعدة في السودان". التنمية في السودان أشاد الصديق بالدعم الذي تقدمه قطر للسودان في جميع المجالات سواء إن كان ذلك على صعيد التنمية أو السلام أو بناء القدرات، معتبرا أن قطر شريك في التنمية والسلام، وبالمقابل أيضاً فإن الخبراء والكوادر السودانيين في قطر يعملون في مختلف المجالات ويساهمون في مسيرة التنمية بدولة قطر وهو أمر محل تقدير من القيادة القطرية والشعب القطري، وهناك تبادل للمحبة والمشاعر لذلك تتطلع الخرطوم لأن تكون هذه العلاقات أكثر قوة وتماسكاً وتنعكس على العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. كما ثمن سعادته الإصلاحات التي قامت بها دولة قطر في مجال العمال وإلغاء نظام الكفالة وتنفيذ عدد من الإصلاحات الاقتصادية والتشريعات، التي من شأنها أن تسهم بشكل مباشر في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 وتعزيز علاقات قطر مع السودان، خاصة أن هناك أكثر من 70 ألف سوداني يعملون في دولة قطر، وجميعهم يستفيدون من هذه الإصلاحات في مجال العمال وإلغاء نظام الكفالة سيساهم في استقرار العمال وزيادة كفاءة الإنتاج. وبين الصديق أن السودان تعتز وتفتخر باستضافة دولة قطر للنسخة القادمة من بطولة كأس العالم قطر 2022 لأول مرة بالشرق الأوسط، وواثقة من أن الدوحة ستنظم بطولة كأس عالم ناجحة وفريدة بكل المقاييس، وهناك الشواهد الكثيرة التي تدل على ذلك بدءاً من البنية التحتية الحديثة المتعلقة بكأس العالم والملاعب المميزة والصديقة للبيئة وأنظمة تبريد الملاعب لأول مرة في المنطقة والتي بالمناسبة يعمل بها عدد من السودانيين. وأشار إلى أن قطر أعلنت عن تنظيمها بطولة محايدة الكربون وذات بصمة بيئية. وقال: "نحن نعتبر أن دولة قطر لا تمثل نفسها فقط في هذه البطولة العالمية وإنما هي تمثل عالمنا العربي والإسلامي ونعلن وقوفنا مع دولة قطر بكل جهودنا حتى تخرج البطولة بشكل مشرف لكل شعوب المنطقة".More Related News