السفر صيفاً.. بين المظاهر والضرورة
Al Arab
خذ خبراء السفر والمعتادون عليه بتمجيد السفر والحث عليه متناقلين القول الشهير (سافر ففي الأسفار خمس فوائد) هذا فضلاً عن المباهاة بوجهة السفر، فأوروبا غير آسيا،
مواطنون ومقيمون لـ«العرب»: التباهي بالوجهات يفسد الغاية منه
أخذ خبراء السفر والمعتادون عليه بتمجيد السفر والحث عليه متناقلين القول الشهير (سافر ففي الأسفار خمس فوائد) هذا فضلاً عن المباهاة بوجهة السفر، فأوروبا غير آسيا، مؤكدين ذلك بسيل من الصور التي ترسل من هناك عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإظهار الأناقة والملابس الجميلة في أجواء ساحرة تنبئ عما عليه الشخص من فرحة وسرور، ما كان ليحصل عليها لو لم يسافر، أو لتشجيع الآخرين ليحذوا حذوه. مؤكدين أن هناك حاجة للناس إلى السفر والراحة بعد عناء عام كامل، مع الأخذ بالاعتبار أنه باعث على النشاط والتجديد في الحياة، عدا الفوائد الأخرى المعروفة لدى الجميع، بيد أن الأمر تحول عند كثير من الناس إلى عامل أساسي لا تستقيم الحياة من دونه، باعثه على ذلك المقارنة مع الآخرين، واتباع سننهم، بل الأدهى أن بعضهم أصبح يقيس مقدار الآخرين وفق عدد السفرات في حياته، فإن كان كثير السفر، فهذا شخص ناجح يعيش الحياة بطريقة مثالية، بغض النظر عن أعباء السفر وتكاليفه، وما يترتب عليه من ديون وتفريط في جوانب أخرى عند بعض الناس، وخصوصاً لدى غير القادرين على تحمل تكاليفه الباهظة. وعلى سبيل المثال يكلف سفر أسرة مكونة من ثمانية أشخاص لمدة شهر واحد إلى دولة أوروبية مبلغاً لا يقل عن مائتي ألف ريال على أقل تقدير، يقترضها البعض من البنوك لتغطية نفقات الرحلة، أما أحسنهم طريقة، فيلجأ إلى الجمعيات التكافلية بين الأفراد والتي تعمل بكل طاقاتها هذه الأيام. ولكن قد يتساءل البعض: ومن منا لا يحب السفر والترحال، ويفضل أن يبقى هنا في هذه الأجواء الحارة والرطبة؟ والجواب كلنا نحب السفر، إلا أن الأولويات هي التي تحدد الموقف، فليس من المعقول توفير مبالغ بالديون وبشكل سنوي للسفر، وهناك حاجات أساسية للأسرة تبقى غير موفرة بسبب ضيق ذات اليد، من أجل نشوة قصيرة لا تستمر سوى أيام، يعود بعدها ربُّ الأسرة يحدث نفسه لأشهر عن ضياع مبالغ كبيرة كان يمكن استثمارها في جوانب أفضل تعود على الأسرة بالنفع الكثير. أما المقارنة مع الآخرين، فهذا أمر يدعو للقلق، فهو لا يقتصر على موضوع السفر فحسب، بل تعداه ليشمل كثيراً من جوانب الحياة الأخرى. «العرب» استطلعت آراء مواطنين ومقيمين، عن السفر خلال الصيف بين التباهي والحاجة الملحة، وعادت بهذه الحصيلة من الآراء: بدأت مؤخرا عطلة المدارس، وبدأ قبلها الصيف حاراً كعادته وأمسى حديث الناس وشغلهم الشاغل السفر إلى الخارج للاستجمام، والبحث عن أجواء باردة في بلدان العالم المختلفة للهروب من أجواء الحرارة القاسية في مثل هذه الأيام من كل عام.