الخيمة الخضراء تشدد على ضرورة التوازن بين بناء الحضارة والمحافظة على البيئة
Al Sharq
شددت الخيمة الخضراء التابعة لبرنامج لكل ربيع زهرة، في ندوتها الرمضانية الثالثة على ضرورة تحقيق التوازن بين بناء الحضارة ورفاهية الإنسان
شددت "الخيمة الخضراء" التابعة لبرنامج "لكل ربيع زهرة"، في ندوتها الرمضانية الثالثة على ضرورة تحقيق التوازن بين بناء الحضارة ورفاهية الإنسان والمحافظة على البيئة من الاختلال والاعتلال. وخلال الندوة التي جاءت تحت عنوان "استدامة الرفاهية أم استدامة البيئة، هل من سبيل للتوفيق؟"، وشارك فيها نخبة كبيرة من الخبراء والمتخصصين والإعلاميين من داخل قطر وخارجها، أكد الدكتور سيف بن علي الحجري، رئيس برنامج /لكل ربيع زهرة/ ومدير الندوة، على ضرورة أن تعمل المجتمعات على تحقيق التوازن بين المحافظة على البيئة والثروات الطبيعية لكوكب الارض وبين تحقيق الحداثة وبناء الحضارة التي تسارعت وتيرتها في الآونة الاخيرة بشكل كبير ، مشيراً إلى أن المعادلة بالغة الصعوبة ولكنها حتمية ولا غنى عنها ، ليستطيع الانسان بناء حضارته وتحقيق رفاهيته المنشودة ، محذراً من الانعكاس السلبي على البيئة ، بسبب الاستخدام غير العادل للثروات الطبيعية التي تشهد استهلاكا جائرا وغير متوازن في الوقت الحالي. من جانبهم، اتفق المتحدثون في الخيمة على أن الأرض تعاني من الاستغلال السيئ وغير المتوازن لثرواتها الطبيعية من قطع جائر للغابات، والاعتداء على الأراضي الزراعية لصالح بناء المساكن والمصانع بشكل يخل بالمعادلة البيئية ويمثل خطرا على توافر الغذاء، مشيرين إلى أن العالم يشهد حاليا صحوة كبيرة في المحافظة على البيئة وعدم الإخلال بمتطلبات الأجيال المقبلة وحقها للعيش في بيئة آمنة وصحية. وقالوا إن العلماء بدؤوا في العمل على وضع الحلول والأفكار للمحافظة على البيئة مثل الصناعات الخضراء والسيارات الكهربائية التي تقلل من الانبعاثات الكربونية، وإعادة تدوير المخلفات مشددين على ضرورة نشر ثقافة الاستدامة البيئية بين الأجيال الجديدة لمنع حدوث الكوارث الطبيعية الناتجة عن الخلل البيئي بسبب الممارسات الضارة بكوكب الأرض. وأكد المتحدثون في الخيمة الخضراء على أن التفاعل بين مكونات البيئة عملية مستمرة تؤدي في النهاية إلى الاحتفاظ بتوازنها ما لم ينشأ اختلال في الظروف الطبيعية كالحرارة والأمطار، أو تدخل الإنسان المباشر في تغيير مكونات البيئة، لافتين إلى أن التغيير في الظروف أو المكونات البيئية قد يؤدي إلى اختفاء بعض الكائنات الحية، وظهور أخرى، كما يؤدي إلى اختلال في التوازن البيئي، والذي يأخذ فترة زمنية طويلة، حتى يحدث توازن جديد، ضاربين المثل باختفاء الزواحف الضخمة خلال العصور الماضية، نتيجة الاختلاف في الظروف الطبيعية. وأوضحوا أن تدخل الإنسان المباشر في البيئة سبب رئيسي في اختلال التوازن البيئي، إذ إنه يغير المعالم الطبيعية كتجفيف البحيرات، وبناء السدود، واقتلاع الغابات، وردم المستنقعات، واستخراج المعادن، ومصادر الطاقة، ومخلفات المصانع السائلة والصلبة والغازية، بالإضافة لاستخدام المبيدات والأسمدة، ما يؤدي إلى أخطار جسيمة تنذر بتدمير الحياة بأشكالها المختلفة. ونبه المتحدثون على ضرورة اعتماد التنمية المستدامة كجزء من ثقافة المجتمعات، والتي تعمل على الموازنة بين رفاهية الإنسان والمحافظة على البيئة، وأن المحافظة على البيئة لها تكاليف يجب على الانسانية ان تتحملها، لافتين إلى أن الإسلام طالب أتباعه بضرورة المحافظة على البيئة في العديد من النصوص الدينية والتي تطالب الانسان بالاستخدام الجيد للثروات الطبيعية وبناء حضارته دون الاخلال بالبيئة، من خلال ترشيد الاستهلاك في المطعم والمشرب وحماية الهواء والماء والتربة والمحافظة عليها.