
التغير المناخي يثير الرعب حول العالم
Al Sharq
شهد هذا الصيف، موجات حر غير مسبوقة واندلاع عشرات الحرائق الهائلة، التي أسفرت عن خسائر بشرية ومادية جسيمة وتدمير مساحات خضراء شاسعة، في مناطق متفرقة من العالم. ولعل
شهد هذا الصيف، موجات حر غير مسبوقة واندلاع عشرات الحرائق الهائلة، التي أسفرت عن خسائر بشرية ومادية جسيمة وتدمير مساحات خضراء شاسعة، في مناطق متفرقة من العالم. ولعل أسوأ الحرائق وأكثرها قسوة، تلك التي نشبت في غابات تركيا الممتدة، وفي النصف الشمالي للكرة الأرضية، من روسيا إلى كندا والولايات المتحدة، مروراً بأوروبا. وأثارت هذه الظاهرة قلقا دوليا من تغير المناخ، يستدعي اتخاذ قرارات حاسمة لإنقاذ كوكب الأرض قبل فوات الأوان. ويضاعف تغير المناخ من مخاطر الطقس الحار والجاف الذي يحتمل أن يؤجج حرائق الغابات، حيث ارتفعت درجة حرارة العالم بالفعل بنحو 1.2 درجة مئوية منذ بدء العصر الصناعي وستستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تقم الحكومات في جميع أنحاء العالم بإجراء تخفيضات حادة في الانبعاثات. * تحذير أممي حذّر تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، التابعة للأمم المتحدة، من انتشار "واسع وسريع ومكثف" للتغير المناخي في الكرة الأرضية. وصدر تقرير الهيئة، أمس، تحت عنوان "التغير المناخي: أساسيات علوم الفيزياء" وتمت الموافقة عليه من قبل 195 دولة عضوا في الهيئة. وأشار خبراء أنّ الكثير من التغيرات المناخية التي تم رصدها في الوقت الراهن لم تحدث في كوكب الأرض منذ آلاف السنين كارتفاع منسوب البحار. وأوضح التقرير أنّ بعض ظواهر التغير المناخي النشطة في الوقت الراهن، لا يمكن تفاديها إلا بعد مئات أو آلاف السنين، وأن استقرار درجات الحرارة في الغلاف الجوي للكرة الأرضية قد يستغرق بين 20- 30 عاما. وبين التقرير أنّ الاحتباس الحراري سيرافقه زيادة في موجات الحر وزيادة طول موسم الحر على حساب مواسم البرد. وخلص التقرير إلى أن العالم يشهد بالفعل آثار تغير المناخ، حيث ارتفعت درجة حرارة الكوكب بما يزيد على درجة مئوية في المتوسط. ومع صدور تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، حذر أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من "خطر وشيك" لارتفاع درجة الحرارة بمعدل 1.5 درجة في المدى القريب، بسبب التغيرات المناخية. وقال غويتريش في البيان، إن الاحترار العالمي بات يؤثر على كل منطقة على وجه الأرض، حيث أصبحت العديد من التغييرات لا رجعة فيها. وأكد على ضرورة اصطفاف قادة الحكومات والشركات والمجتمع المدني وراء السياسات والإجراءات والاستثمارات التي تحد من ارتفاع درجة الحرارة بمعدل 1.5 درجة مئوية. ودعا الجهات المانحة وبنوك التنمية المتعددة الأطراف إلى تخصيص ما لا يقل عن 50 في المائة من التمويل العام للمناخ. * نيران حول العالم وفي كارثة هي الأسوأ منذ عقود، اندلعت حرائق غابات في تركيا، والتهمت النيران حوالي 100 ألف هكتار على طول سواحل البحر المتوسط وبحر إيجة، خلال الأسبوعين الماضيين. وأظهرت صور الأقمار الصناعية غابات شاسعة محترقة بالكامل. وتسببت الرياح القوية وارتفاع درجات الحرارة في تأجيج الحرائق المدمرة. ويقول الخبراء إن تغير المناخ يزيد من تكرار وشدة مثل هذه الحرائق. وامتد ثاني أكبر حريق غابات في تاريخ ولاية كاليفورنيا الأمريكية إلى ما يقرب من 500 ألف فدان. وقالت إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا، على تويتر، إن الحريق نشط منذ 26 يوما وإنه تم احتواؤه بنسبة 21 في المائة. وتعادل المنطقة المحترقة تقريبا مساحة منتجع كانكون في المكسيك أو أكبر من مدينة هيوستون في ولاية تكساس. وهذا هو ثاني أكبر حريق غابات في الولاية بعد حريق هائل اندلع في أغسطس 2020 وأتى على ما يزيد على مليون فدان. بينما أعلنت الوكالة الفيدرالية للغابات في روسيا، أن المساحات التي تشهد حرائق شرقي البلاد، بلغت حتى الآن قرابة مليون و793 ألف هكتار من الأراضي. وأضافت الوكالة في بيان، أن الجهود تتواصل لإخماد الحرائق المتواصلة في مناطق مختلفة من البلاد. وسجلت روسيا خلال السنوات الأخيرة درجات حرارة عالية، ويعتبرها العديد من العلماء أنها ناجمة عن التغيرات المناخية. وأدى الطقس الحار وإهمال قواعد السلامة إلى اندلاع عدد متزايد من الحرائق، وجعلت الغابات التي تغطي مساحات شاسعة من روسيا تحديد الحرائق الجديدة تحديا كبيرا على السلطات. وتتواصل جهود إخماد الحرائق التي اندلعت منذ بداية يوليو الماضي في منطقة "ياقوتيا" الروسية. وفي كندا، تستمر حرائق الغابات في أكثر من 100 موقع بمقاطعات كندية عديدة أبرزها أونتاريو وألبرتا وساسكاتشوان ومانيتوبا. وتواصل فرق الإطفاء الكندية إخماد الحرائق التي باتت تهدد مراكز المدن المناطق المأهولة بالسكان. ووفق معطيات المركز الكندي المشترك لإخماد الحرائق، فإن مساحة المناطق التي التهمتها نيران الحرائق، بلغت 2.5 مليون هكتار. وأضافت المعطيات أن أكثر من 4 آلاف و900 حريق اندلع في مناطق مختلفة من البلاد، منذ 27 يوليو الماضي، وأن أكثر من 100 حريق ما زال مستمرا حتى اللحظة. ومن جهتها، تواصل السلطات اليونانية عملياتها برا وجوا، لإطفاء حرائق الغابات المتزايدة في عدة مناطق شمالي العاصمة أثينا. وتسببت الحرائق الواسعة بإجلاء آلاف الأشخاص إلى مناطق آمنة، نظرا للأضرار الكبيرة التي خلفتها. وتشهد اليونان موجة حر شديد منذ 10 أيام، حيث تجاوزت الحرارة 40 درجة مئوية. ورصدت عشرات الحرائق في غابات ومناطق سكنية بمختلف أنحاء البلاد، خاصة في المنطقة المحيطة بالعاصمة وجزيرة وابية وشبه جزيرة بيلوبونيز (جنوب). * فيضانات غير مسبوقة وعلى مدار الأسابيع الماضية، تصدرت أخبار الفيضانات الصحف حول العالم، وانتشرت صور تظهر حجم الدمار والخسائر البشرية والمادية، جراء الطقس والأمطار الغزيرة والسيول الجارفة التي ضربت العديد من دول العالم من ألمانيا إلى كندا ووصولا إلى الصين والهند والفلبين. وخلفت الفيضانات غير المسبوقة في أوروبا دمارا كبيرا في بلدان غرب القارة، فضلا عن مقتل ما لا يقل عن 200 شخص في ألمانيا وبلجيكا. وجاءت الفيضانات نتيجة هطول أمطار استمر لنحو يومين بما يعادل مقدار هطول أمطار لنحو شهرين. وخلال ساعات امتلأت الممرات المائية الضيقة لتتدفق مياه الفيضانات هادرة وتدمر في طريقها الكثير من المباني قديمة، فيما تقدر تكلفة إعادة بناء البنية التحتية المدمرة بمليارات اليورو. كما تضررت مناطق كثيرة في الصين والهند جراء فيضانات قياسية، فاقت قدرة السدود والمصارف وأغرقت شبكة مترو الأنفاق في تشنغتشو بوسط الصين. وأسفرت الفيضانات عن مقتل العشرات فيما كان مقدار تساقط الأمطار أكثر من معدلاتها الحالية. وتوقع علماء أن ظاهرة التغير المناخي ستزيد من خطر الأمطار والفيضانات، إذ إنها تتسبب في زيادة معدل دفء الغلاف الجوي ليحتفظ بمزيد من الرطوبة ما يؤدي إلى زيادة غزارة الأمطار.More Related News