الإعجاز العلمي بالقرآن.. حقيقة أم ترويج خاطئ للإسلام؟
Al Jazeera
لِمَ تضخمت فكرة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في هذا القرن لهذا الحد؟! وهل لذلك اتصال بالمَدنية الأوروبية وتقديس العصر الحديث للعلم التجريبي؟ وكيف شغلت هذا الحيز الكبير في الخطاب الإسلامي المعاصر؟!
في فبراير/شباط 2008 بثت "كلير فورستير" مذيعة قناة "BBC" حلقات حول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، عرضت "فورستير" مكتشفات علمية مذكورة في القرآن ولم يعرفها العالم سوى في العصر الحديث. نظريات تتصل بالطفو والحركة ودورات النبات والقصور الذاتي وحساب الكواكب وعدد المجرات والسنين الضوئية وغير ذلك من المكتشفات الحديثة، وهو ما يدعو بما لا يدع مجالا للشك -بحسب تعبير فورستير- للقطع بأن القرآن أنزله إله الكون وخالقه وأنه كلام الله حقا، إذ لا أحد غير الله يعلم هذه الحقائق قبل ألف وأربعمئة سنة! المفارقة تكمن في أن "فورستير" لم تؤمن هي نفسها بالإسلام، ولم تُعلن شهادتها بعد درايتها بهذه المكتشفات التي بثتها على متابعيها، بيد أن العجب سيزول حين يعلم المشاهدون أن "فورستير" ما هي سوى مذيعة، عصرية الملبس، استأجرتها مؤسسة إسلامية تسمى "لا يُوجد تعارض" والتي تدعو لمحاولة التوفيق الكامل والنهائي بين المكتشفات العلمية وبين القرآن، ودعوة غير المسلمين بالمكتشفات العلمية، وأن "فورستير" تتقاضى راتبا نظير برنامجها، والذي يهدف إلى الترويج للإسلام من خلال المكتشفات العلمية، وأن نجاح برنامجها هو ما يهم "فورستير" وليس المعلومات الدينية التي تبثها فيه. لاقت حلقات "فورستير" هجوما من علماء دين وطبيعة على حد السواء، على الرغم من الإنتاج المرئي القوي لهذه الفيديوهات، فقد وصفها على سبيل المثال د. باسل الطائي -أستاذ الفيزياء النسبية- بأنها تُفسر القرآن بمعلومات غير دقيقة علميا، وكان ذلك تعليقا على زعم البرنامج أن القرآن أخبر بالنظرية النسبية قبل أينشتاين، وذكر الطائي أن مثل هذا النوع من الدعوة إلى الإسلام ما يلبث أن يعود بالسلب على الإسلام ذاته حين تزداد قناعات الإنسان العلمية أو الدينية.More Related News