
استاد الثمامة المونديالي يتزين بأعمال فنية مستوحاة من تراث وتاريخ قطر
Al Sharq
تزين استاد الثمامة، أحد الاستادات المونديالية الثمانية لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 بمجموعة من الأعمال الفنية المستوحاة من تاريخ وتراث قطر، حيث تعرض الأعمال في
تزين استاد الثمامة، أحد الاستادات المونديالية الثمانية لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 بمجموعة من الأعمال الفنية المستوحاة من تاريخ وتراث قطر، حيث تعرض الأعمال في المدخل الرئيسي للاستاد وفي الصالة الأميرية ومنطقة كبار الشخصيات، وذلك ضمن مشروع يهدف إلى تشجيع المواهب القطرية، وتسليط الضوء على أعمالها الفنية، بالتزامن مع تواصل التحضيرات لاستضافة أول نسخة من مونديال كرة القدم في العالم العربي، حيث تستعد استادات البطولة للترحيب بالمشجعين مع انطلاق مباراة الافتتاح في 21 نوفمبر المقبل. وأعرب فنانون قطريون عن فخرهم بعرض أعمالهم الفنية في استاد الثمامة، مؤكدين أن تزيين محيط الاستاد المونديالي بأعمالهم الفنية سيترك إرثاً مستداماً للمشهد الفني المزدهر في البلاد، كما يمثل فرصة فريدة لعرض إبداعاتهم الفنية أمام آلاف المشجعين من أنحاء العالم، خلال حضورهم المباريات في الصرح الرياضي الفريد. وقالت الفنانة القطرية عائشة عبدالرحمن فخرو، التي تُعرض لها لوحتان بعنوان "باب قديم في السلطة الجديدة" و "باب قديم في المطار القديم"، إنها استوحت فكرة العملين من الأبواب التقليدية المنتشرة في الأحياء القديمة بالدوحة، مشيرة إلى أنها أرادت التركيز على البيوت القطرية من خلال رسمها على لوحات ذات أسطح خشنة. وأضافت: "عشت معظم حياتي في منطقة السلطة، وأردت أن أوثق من خلال أعمالي جانباً من هذه الحياة، حيث اعتدت على التجول وتأمل البيوت القديمة في المنطقة وكل ما فيها من تفاصيل، وتغمرني مشاعر الفخر لإتاحة الفرصة لعرض أعمالي الفنية في واحد من استادات كأس العالم 2022." من جانبها قالت الفنانة موزة محمد الحرمي، التي أبدعت لوحة بعنوان "قحفية التسعينات"، إن أعمالها الفنية مستوحاة من أشكال القحفية المختلفة في فترة التسعينيات من القرن الماضي، مشيرة إلى أن عملها يجمع بين الرسم وفن التطريز الذي يستهويها كثيراً منذ الصغر، مضيفة ":عندما أتيحت لي الفرصة لعرض أحد أعمالي الفنية في أحد استادات بطولة كأس العالم 2022، شعرت بسعادة غامرة، لأن ذلك سيمثل إرثاً رائعاً لواحدة من لوحاتي في استاد الثمامة". وأشارت الفنانة فاطمة محمد سعد النعيمي، التي تُعرض لها لوحة "التراث والبيئة"، إلى أن المجوهرات التراثية المستوحاة من الطبيعة والصحراء هي مصدر الإلهام لإبداع لوحتها، وأعربت عن فخرها بعرض أحد أعمالها الفنية التي تحمل اسماً تراثياً قديماً من الثقافة القطرية. وأضافت:" متحمسة للغاية لمشاركة أعمالي واطلاع زوار قطر على لمحة من تراثنا، وتعريفهم على التصاميم التراثية القديمة التي كانت ترتديها أمهاتنا، وخاصة الأحجار الكريمة مثل الفيروز، والتعرّف على جانب من زي المرأة القطرية في الماضي." وقدمت الفنانة فاطمة الشيباني، لوحة بعنوان "بُخنُقي"، مستوحاة من البُخنُق وهو غطاء تراثي لوجه المرأة يُستخدم في قطر ودول الخليج، مؤكدة أن الأشكال الفنية على اختلافها وتنوعها تمثل مصدر إلهام وشغف بالنسبة لها، سواء كانت قطعة تعبر عن مفهوم ما أو منحوتة، أو حتى مقطع فيديو، موضحة أن اللوحة تظهر فتاة ترتدي البُخنُق، الذي اعتادت الفتيات على ارتدائه في الماضي إلى أن يحين وقت الزواج بهدف التشجيع على الاحتشام، واليوم يتوفر البُخنُق بتصميم عصري مع العديد من اللمسات، وهو ما يشجع على الاحتفاظ بهذا التراث الذي نعتز به. ويشارك الفنان محمد علي أبل بالعديد من الأعمال الفنية في استاد الثمامة، منها "الباب 1" و "الباب 2" و "الباب 3" و "النافذة 1" و "النافذة 2" و "النافذة 3" و "النافذة 4"، وجميعها مستوحاة من الأبواب والنوافذ التراثية في قطر. وأكد أبل عشقه للتراث الذي يتجسد في أعماله الفنية المعروضة بالاستاد، وقال:" أجد نفسي في كل شيء له علاقة بالتراث، فهذا التراث يعكس هويتنا الفنية والحضارية. لقد أبدع أجدادنا وأسلافنا في الحرف والفنون والعمارة، لذا كلما كنا قريبين من هذا الفن، نصبح أكثر قرباً من هويتنا الأصيلة في هذه البقعة من الأرض. لذا وجدت أن هذه الأبواب والنوافذ والنقوش الجبسية هي الأكثر أصالة في التعبير الفني عن هويتنا." وأضاف: "من بين هذه الأبواب التي نعرضها اليوم ما يزيد عمره عن 150 عاماً، وقد جمعتها من القرى المهجورة في شمال قطر، منوها بأن الخشب المستخدم في بعض الأبواب جاء من مخلفات سفن لم تعد صالحة للإبحار، لتجري الاستفادة من خشبها في صناعة هذا الباب، لذلك قد يزيد عمره الآن على قرنين من الزمان." وتابع: "لك أن تتخيل رحلة هذا الباب من سفينة قاهرة للأمواج في مياه الخليج، إلى باب بيت في شمال قطر، إلى أن يُعرض في النهاية في استاد الثمامة. فهي رحلة رائعة تحمل رمزية هامة وتحكي للأجيال عن عراقة هذه الأعمال الفنية الخالدة. لذلك أنا سعيد بعرض الأعمال الفنية في هذا الصرح الرياضي الكبير". وقالت الفنانة التشكيلية منار المفتاح، صاحبة لوحة "فنون على نسيج الكانفا"، إن عملها يتألف من التطريز على نسيج الكانفا، مشيرة إلى أن العناصر المستخدمة في هذا العمل الفني مستوحاة من البيئة المحلية، حيث إن نسيج الكانفا والحروف والتطريز تستخدم بشكل رئيسي في الثقافة القطرية، موضحة أن "ق" وهو الحرف الأول من اسم قطر، يمكن رؤيته كحرف عربي من ناحية، كما يمكن رؤيته كقارب الداو التقليدي يجوب مياه البحر. يشار إلى أن استاد الثمامة، الذي سيشهد مباريات في مونديال قطر 2022 حتى دور الستة عشر، افتتح في أكتوبر 2021 خلال استضافته لنهائي كأس الأمير، وينفرد بتصميم عريق مستوحى من "القحفية"، وهي قبعة تقليدية يرتديها الرجال في أنحاء المنطقة، ويعد الاستاد الذي يتسع لــ 40 ألف مشجّع، أيقونة فريدة في عالم استادات كرة القدم، وصرحاً رياضياً يجسّد التراث العريق لدولة قطر والمنطقة من خلال تصميم عصري تتجلى فيه جمالية الفن المعماري.