
إسهام السود في التاريخ الإسلامي.. فاوضوا الروم باسم الإسلام وقلبوا مزاج مصر العلمي والسياسي ومهّد الجاحظ لثورتهم بالعراق
Al Jazeera
يتطرق هذا المقال لبعض أدوار السود في التاريخ الإسلامي؛ محاولا تقديم مداخل متعددة لرصد جهود جمع من أعلام السود اضطلعوا بأدوار علمية وأدبية وسياسية ساهمت في دفع حركة المسلمين قرونا عديدة وعلى صُعُد شتى.
في عام 1368هـ/1948م التحق مواطن أميركي أسود اسمه جورج ما كلوين (ت 1388هـ/1968م) بجامعة أوكلاهوما؛ فكان أولَ طالب من أصول أفريقية يلتحق بها! كانت قوانين الفصل العنصري تعزل تعليميا الطلاب البيض عن السود، لكنه ناضل حتى دخل هذه الجامعة التي خصصت له دورة مياه ومكانا منفردا في المطعم، وزاوية بعيدة في قاعة التدريس حتى لا يختلط بالطلاب؛ وهو ما جعل ماكلوين يتصدر طليعة الرواد الذين ناهضوا التمييز اللوني في المعرفة والتعليم داخل المجتمع الأميركي. لكن بعيدا عن ولاية أوكلاهوما وضيق التنفس المعرفي فيها، بل وحتى الوجودي في بلادها الذي عانى منه -بعد عقود- مواطنه وسميُّه الآخر جورج فلويد الذي قُتل اختناقا تحت ضغط ركبة شرطي أميركي أبيض في مايو/أيار 2020؛ نعود مئات السنين إلى "ولاية" مكة المكرمة التي كان وُلاتها "زمان بني أمية يأمرون [في] الحاج صائحا يصيح: ألّا يُفتي الناسَ إلا عطاءُ بن أبي رباح (ت 115هـ/734م)"؛ كما يقول المؤرخ الفاكهاني (ت 272هـ/885م) في ‘أخبار مكة‘. لقد كان عطاء هذا عبدا أسود لامرأة من أهل مكة ومع ذلك نال لقب "سيد فقهاء أهل الحجاز". ويروي الخطيب البغدادي (ت 463هـ/1071م) -في كتابه ‘الفقيه والمتفقه‘- أن هذا "الفقيه الأسود" جاءه الخليفة الأموي سيلمان بن عبد الملك (ت 95هـ/715م) ومعه ابناه؛ فأشاح عطاء بوجهه عنهم، "فما زالوا يسألونه عن مناسك الحج وقد حوّل قفاه إليهم، ثم قال سليمان لابنيْه: قُوما! فقاما، فقال: يا بني لا تَـنِيَا (= تُقصِّرا) في طلب العلم، فإني لا أنسى ذلّنا بين يديْ هذا العبد الأسود"!!More Related News