
أوكرانيا: معارك ضخمة في شمال وشرق كييف
Al Sharq
قالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان دعا روسيا وأوكرانيا إلى التصرف بحكمة ومواصلة الحوار في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وناقش أردوغان وبوتين
قالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان دعا روسيا وأوكرانيا إلى التصرف بحكمة ومواصلة الحوار في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وناقش أردوغان وبوتين أيضا محادثات السلام بين مسؤولين روس وأوكرانيين في إسطنبول هذا الأسبوع. وقالت الرئاسة التركية في بيان إن المحادثات التي وصفتها بأنها "إيجابية وبناءة" أحيت الآمال في السلام. وأضافت أن "أردوغان، الذي صرح بأن من المهم للجانبين التصرف بحكمة ومواصلة الحوار، وأشار إلى أنه يريد تتويج جهود السلام بجمع الرئيسين الروسي بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي". وعلى صعيد التطورات الميدانية، قال عمدة العاصمة الأوكرانية فيتالي كليتشكو، إن معارك "ضخمة" تدور في شمال وشرق كييف بين القوات الأوكرانية والقوات الروسية، وحذر السكان الفارين من العاصمة من مغبة العودة إليها بشكل سريع، من جهة أخرى، اتهمت وزارة الدفاع الروسية كييف بقصف مستودع للنفط في مدينة بيلغورود القريبة من الحدود الروسية الأوكرانية والتي لا تبعد كثيرا عن مدينة خاركيف الأوكرانية. ونفت أوكرانيا مسؤوليتها عن الحريق الهائل الذي شب في مستودع الوقود في مدينة بيلجورود الروسية القريبة من الحدود. وأظهرت لقطات فيديو صورتها كاميرات أمنية من موقع تحققت منه رويترز، وميضا يبدو أنه ناجم عن صاروخ أطلق من ارتفاع منخفض في الجو، أعقبه دوي انفجار على الأرض. وقال حاكم المنطقة إن طائرتي هليكوبتر أوكرانيتين من طراز إم-آي 24 شاركتا في الغارة. وداخل أوكرانيا، دخلت القوات الأوكرانية الأراضي التي انسحبت منها القوات الروسية في الشمال مع استئناف محادثات السلام امس، لكن في الجنوب الشرقي، الذي تقول روسيا إنه أصبح محور عملياتها الآن، قال الصليب الأحمر إنه مُنع من تقديم المساعدة إلى مدينة ماريوبول المحاصرة. وبحلول امس، توارى التهديد الروسي بقطع إمدادات الغاز عن أوروبا ما لم تدفع المقابل بالروبل في الوقت الحالي، حيث قالت موسكو إنها لن توقف الإمدادات حتى يحين موعد سداد مدفوعات جديدة في وقت لاحق في أبريل. وبعد ساعات من الهجوم الذي وردت تقارير بشأنه على مستودع النفط، قال شاهد لرويترز عبر الهاتف في بيلغورود، طلب عدم الكشف عن هويته، إن طائرات كانت تحلق في سماء المنطقة مع انفجارات مستمرة من اتجاه الحدود. وأضاف "شيء ما يحدث.. هناك طائرات وانفجارات مستمرة على بعد". وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن السلطات تبذل قصارى جهدها لإعادة تنظيم سلسلة إمداد الوقود وتفادي انقطاع إمدادات الطاقة في بيلغورود. وأضاف أن الحادث لا يهيئ الظروف الملائمة لمحادثات السلام. وقال أكبر مسؤول أمني في أوكرانيا إن الادعاءات الروسية بشأن وقوف أوكرانيا وراء الهجوم غير صحيحة. وكانت وزارة الدفاع امتنعت في وقت سابق عن تأكيد أو نفي مسؤولية أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الوزارة أولكسندر موتوزيانيك إن "أوكرانيا تنفذ حاليا عملية دفاعية ضد العدوان الروسي على أراضيها، وهذا لا يعني أن أوكرانيا مسؤولة عن كل كارثة تقع على الأراضي الروسية". * انسحاب روسي وبعد فشلها في الاستيلاء على أي مدينة أوكرانية كبرى بعد خمسة أسابيع من الحرب، تقول روسيا إنها تنسحب من شمال أوكرانيا وتحول تركيزها إلى الجنوب الشرقي. ووصفت روسيا انسحابها في الشمال بأنه بادرة حسن نية لمحادثات السلام، لكن أوكرانيا وحلفاءها يقولون إن القوات الروسية اضطرت إلى إعادة تجميع صفوفها بعد تكبدها خسائر فادحة بسبب ضعف الخدمات اللوجستية والمقاومة الأوكرانية الصلبة. وقال حكام إقليميون في كييف وتشيرنيهيف إن الروس ينسحبون من مناطق في كلتا المنطقتين، وعاد بعضهم عبر الحدود إلى روسيا البيضاء وروسيا. وفي إربين، وهي ضاحية تقع شمال غربي كييف وكانت إحدى ساحات القتال الرئيسية لأسابيع، استعاد الأوكرانيون السيطرة عليها. وحمل متطوعون وعمال الطوارئ الجثث على نقالات من تحت الأنقاض. ووضعت عشرات الجثث في أكياس بلاستيكية سوداء في أحد الشوارع ونُقلت في شاحنات صغيرة. كانت ليليا ريستيتش تجلس مع ابنها الصغير أرتور، حيث فر معظم الناس لكنهما بقيا. وقالت "كنا نخشى المغادرة لأنهم كانوا يطلقون النار طوال الوقت منذ اليوم الأول. كان الأمر مروعا عندما تعرض منزلنا للقصف. كان الأمر فظيعا". وأخذت تعد جيرانها الذين قتلوا، رجل دفن هناك في الحديقة وزوجان مع طفلهما البالغ من العمر 12 عاما احترقوا جميعا أحياء. وأضافت "عندما جاء جيشنا أدركت تماما أننا تحررنا. كانت سعادة تفوق الخيال. أصلي من أجل أن ينتهي كل هذا وألا يعودوا أبدا. عندما تحمل طفلا بين ذراعيك تشعر بخوف دائم". وقال حاكم إقليم كييف أولكسندر بافليوك إن القوات الروسية انسحبت أيضا من هوستوميل، وهي ضاحية أخرى في شمال غرب البلاد شهدت قتالا عنيفا. وقال رئيس بلدية بوتشا إنه تم أيضا استرداد بلدته الواقعة بين هوستوميل وإربين. وإلى الشمال، انسحبت القوات الروسية من موقع كارثة تشرنوبيل النووية، على الرغم من أن المسؤولين الأوكرانيين قالوا إن بعض الروس ما زالوا في "منطقة الحظر" المشعة حولها. وأفادت وزارة الدفاع البريطانية بأن القوات الأوكرانية استعادت عدة قرى تربط كييف بمدينة تشيرنيهيف الشمالية المحاصرة. لكن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو قال إن الوقت لم يحن بعد لمن فروا من كييف للإسراع في العودة إلى ديارهم. ولا تزال معارك "شرسة" تدور رحاها في الشمال والشرق. وقال "خطر الموت مرتفع للغاية، لهذا فإن نصيحتي لأي شخص يريد العودة هي، من فضلك، انتظر وقتا أطول قليلا". * حصار ماريوبول واستؤنفت محادثات السلام، عبر وصلة فيديو، امس بعد اجتماع عقد في تركيا يوم الثلاثاء عرضت فيه أوكرانيا قبول وضع الدولة المحايدة مع ضمانات دولية لأمنها. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف امس "نعد ردا. هناك بعض التحركات للأمام خصوصا فيما يتعلق بالاعتراف باستحالة انضمام أوكرانيا" إلى حلف شمال الأطلسي. وتقول روسيا الآن إنها حولت تركيزها إلى منطقة دونباس في جنوب شرق أوكرانيا التي تقدم فيها الدعم للانفصاليين منذ عام 2014. والهدف الأكبر لروسيا في هذه المنطقة هي ماريوبول، التي يحاصر فيها آلاف المدنيين منذ شهر، وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن قافلة كانت نظمتها عادت امس بعد أن "جعلت الترتيبات والظروف من المستحيل المضي قدما" في مهمتها لإجلاء المدنيين المحاصرين في المدينة. وتتهم أوكرانيا روسيا برفض الإذن بدخول أي مساعدات للمدينة. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه تحدث إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن ضرورة تنفيذ مبادرة باريس لمساعدة المدنيين على مغادرة مدينة ماريوبول المحاصرة. وقال زيلينسكي على تويتر بعد المكالمة "مبادرة فرنسا بشأن ممرات إنسانية من ماريوبول يجب أن تُنفذ". * أوروبا والصين وفي غضون ذلك، قال رئيس المجلس الأوروبي أمس إن الاتحاد الأوروبي والصين اتفقا على أن الحرب في أوكرانيا تهدد الأمن العالمي، محذرا بكين من مساعدة روسيا في حربها. وقال شارل ميشيل في مؤتمر صحفي بعد اجتماع افتراضي بين الاتحاد الأوروبي والصين "الاتحاد الأوروبي والصين اتفقا على أن هذه الحرب تهدد الأمن العالمي والاقتصاد العالمي. وأضاف "أي محاولات للالتفاف على العقوبات أو تقديم المساعدة لروسيا سيطيل أمد الحرب. هذا سيؤدي إلى مزيد من الخسائر في الأرواح وتأثير اقتصادي أكبر". وتابع "سنظل يقظين أيضا بشأن أي محاولات لمساعدة روسيا ماليا أو عسكريا. ومع ذلك، فإن الخطوات الإيجابية التي تتخذها الصين للمساعدة في إنهاء الحرب ستلقى ترحيبا من جميع الأوروبيين ومن المجتمع الدولي".