
أمين الحسيني.. حين تعاون مفتي القدس مع هتلر وموسوليني
Al Jazeera
رجل جمع بين الدين والسياسة فالتفت حوله جموع غفيرة، واعتبره الفلسطينيون قائدا يسيرون خلفه باطمئنان وثقة.. فلماذا تعاون مفتي القدس “أمين الحسيني” مع هتلر وموسيليني؟
في السنوات الأولى من فاتحة القرن العشرين، وبعد إزاحة السلطان عبد الحميد الثاني من عرش الدولة العثمانية سنة 1909م، وهو الذي عُدَّ حينها عقبة رئيسة في وجه الصهيونية العالمية، لتشرع العصابات اليهودية مع سقوطه في الهجرة من أقطار العالم إلى فلسطين، حاملين معهم حلمهم بوطنهم القومي، وأمانيهم التلمودية، وعلى وقع هذه الصدمات، تفتحت عينا أمين الحسيني، الرجل الذي سيظل لأكثر من نصف قرن من عمره واهبا نفسه ووقته لإحياء قضية وطنه في نفوس بني جلدته والعالم أجمع. ليس ثمة شك في أن الحسيني لا يجسد أيقونة النضال الفلسطيني وحسب، بل لا يجب أن يُنظر إليه من هذا المنظار فقط، فهو جزء من تاريخ فلسطين الحديث في أحلك سنواتها وأشدها قتامة وصعوبة، بدءا من الفترة التي سبقت الاحتلال البريطاني مرورا للهجرة اليهودية التعسفية والتي سرعان ما تسلحت بأقوى الأسلحة والمعدات ووصولا للصدمة القاسية في سنوات النكبة وما تلاها. لم تُمثّل تلك المراحل على اختلافها سوى محطات في سيرة حافلة بالمواقف الشجاعة والغريبة في آن، رجل جمع بين الدين والسياسة فالتفت حوله جموع غفيرة، واعتبره الفلسطينيون قائدا يسيرون خلفه باطمئنان وثقة. ولد محمد أمين بن طاهر بن مصطفى الحسيني في مدينة القدس في عام 1897م، وهو ذات العام الذي شهد إقامة أول مؤتمر للصهيونية العالمية برئاسة تيودور هرتزل، ولد الحسيني لأسرة عريقة لها باع في الشرف والوظائف والمكانة، فوالده طاهر أفندي بن مصطفى الحسيني (1842-1908م) تولى منصب مفتي القدس لأكثر من أربعين عاما حتى وفاته، كما أن عائلة الحسيني بحسب مصادر تاريخية تعود نسبتها إلى الحسين بن علي سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي ساهم في منحهم شرعية تولي بعض أفرادها نقابة الأشراف في كل يافا واللد[1].More Related News