
«الخيمة الخضراء» تناقش إسهامات الوقف في التنمية البيئية
Al Arab
تناولت الندوة الثانية من «الخيمة الخضراء» التي ينظمها «لكل ربيع زهرة» إسهامات الوقف في استدامة التنمية البيئية، حيث شارك في الندوة عدد
تناولت الندوة الثانية من «الخيمة الخضراء» التي ينظمها «لكل ربيع زهرة» إسهامات الوقف في استدامة التنمية البيئية، حيث شارك في الندوة عدد من المختصين من قطر والكويت وسلطنة عمان واليمن وغيرها من الدول. وقال الدكتور سيف الحجري رئيس البرنامج: الوقف يمثّل صورة من أروع صور التعاون الإنساني، حيث تجلى ذلك في تعدد مصارفه، كما حظيت البيئة بمكانة مرموقة باعتبارها مصلحة عامة تحيط بالإنسان، ومن مصارفه أيضاً الدور في استصلاح الأراضي وشق الترع وقنوات التصريف، وترشيد استهلاك المياه، وإعادة التدوير، ما يضمن دوره في تحقيق التنمية المستدامة. وأضاف: ينبغي ربط ذلك بالمسؤولية المجتمعية التي تضمن شراكة أطرافها (الحكومة – القطاع الخاص – المجتمع المدني) من أجل تنمية مستدامة، تضمن الالتزام بالقانون والمعايير الأخلاقية للمجتمع، كما تضمن التفاعل بين الأنشطة المختلفة والبيئة. وأشار إلى أن الإسلام اهتم بمفهوم المسؤولية المجتمعية، ونَظّم طبيعة العلاقات بين أفراد المجتمع، فالمال لله، وحق الله هو حق المجتمع، إن ملكيةَ المال في المنظور الإسلامي لله. وقال الدكتور عبد الله بن إبراهيم السادة: في الآونة الأخيرة لم تعد الأوقاف منتشرة إلا القليل منها، وهذا من جهل المسلمين، فيجوز أن يوقف المسلم على البذور أو غيرها من الأوقاف. وأضاف أن الأوقاف على أي شيء ينفع الأمة والإنسانية، حتى وإن كان النفع للحيوان، فسوف تؤجر، وهذا من عبادة الله سبحانه وتعالى، والتنمية المستدامة بأن يأخذ هذا الجيل ما يحتاجه فقط ويترك الأجيال القادمة، بمعنى ترشيد الاستهلاك. وتابع د. السادة: الله سبحانه وتعالى لا يحب المسرفين، فقضية الإسراف واستهلاك المواد يضر البيئة، والحضارة الإسلامية قامت على قلة الاستهلاك لترك الموارد للأجيال القادمة، ما يفرض عمل أوقاف للقضايا البيئية؛ لأن البيئة الصحية تجعل الإنسان صحيحاً بدنياً؛ لذا نقول يجوز الوقف على البيئة وما ينفع البيئة. وتناول الدكتور محمد سيف الكواري تدوير المخلفات الإنشائية، بالقول: وضعت قطر في نهاية الستينيات خطة شاملة لعمل بنية تحتية لمدينة عصرية حديثة متقدمة، ما أحدث تغييراً في الأرض والميادين والأنفاق وإقامة الجسور، وأدى ذلك إلى هدم الكثير من المباني العشوائية وسط الدوحة. وأضاف: روضة راشد كانت مكباً للنفايات والإنشائية، وفي 1975 تزايدت المخلفات الإنشائية، ما أثر سلبياً على البيئة، فقد بلغت في 1993 قرابة 10 ملايين طن، وفي 2007 أصبحت روضة راشد مكباً لقرابة 90 مليون طن، وفي نفس العام تقدمنا بمقترح للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي بالعمل على إعادة تدوير المخلفات في روضة راشد، وقد فاز البحث بمنحة لثلاث سنوات. وتحدث الدكتور مسلم بن سالم الوهيبي «من سلطنة عمان» عن «دور الوقف في التنمية المستدامة»، فقال: حبا الله المسلمين بدستور يضمن تحقيق التنمية المستدامة، قبل أن تعلن الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة 2030م، فالدعوة إلى الزكاة والأنفاق والوقف ومرادفاتها أحكام ثابتة في التشريع الإسلامي، فكل فرد شارك في الوقف أو مرادفاته فقد شارك في التنمية المستدامة، وبالتالي حقق الغاية من وجوده، قال تعالى: ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ [هود: 61]. وأضاف: مسؤولية الإنفاق على تحقيق أهداف التنمية المستدامة لا تستطيعها الحكومات وحدها، فتظهر الأنشطة الوقفية والتطوعية في المقام المساعد، بل إن دور الوقف والتطوع يسبق دور الحكومات لسهولة الإجراءات والبعد عن البيروقراطية الملازمة للأعمال الحكومية. ودعا د. الوهيبي إلى نشر تجارب ناجحة للمؤسسات الوقفية، وتثقيف المجتمعات بمراحل المؤسسة الوقفية الثلاث: المدخلات والعمليات والمخرجات، إضافة إلى تقديم المشاركة العملية في الوقف قبل المشاركة القولية التنظيرية. وأكد فؤاد الجمعة من الكويت على دور التنوع البيولوجي للتربة في تعزيز إنتاج الغذاء والحفاظ على صحة الإنسان، داعياً إلى المحافظة على حيوية التربة؛ من أجل حماية تنوعها البيولوجي، وتركيز الاهتمام على أهمية التربة الصحية والدعوة إلى الإدارة المستدامة لموارد التربة. ولفت إلى أن التنوع البيولوجي للتربة وإدارتها المستدامة يعتبران شرطين أساسيين لتحقيق العديد من أهـداف التنمية المستدامة؛ لذلك، فإن البيانات والمعلومات المتعلقة بالتنوع البيولوجي للتربة، من المستوى الوطني إلى المستوى العالمي، ضرورية من أجل التخطيط الفعال لاستراتيجيات الإدارة بشأن موضوع لا يزال غير معروف بشكل جيد. وتناولت الدكتورة سامية السعيدان تجربة الكويت في الأوقاف المخصصة للحفاظ على البيئة، وأوضحت أن الصندوق الوقفي للمحافظة على البيئة بالكويت يهدف إلى نشر الثقافة والوعي البيئيين بين الأفراد، وتبصيرهم بأهمية حماية البيئة، والإسهام في مشروعات المحافظة على البيئة وتخضيرها وتنميتها، ودعم تنفيذ المشروعات المرتبطة بمكافحة التلوث البيئي. وقال علي العمودي من اليمن: إن الإسلام عرّف مفهوم «التنمية المستدامة» حديثة العهد منذ 1400 سنة بإشارات روحانية وآيات قرآنية، داعياً إلى تعليم الأطفال ونشر هذه الثقافة الدينية لأجيال المستقبل.More Related News