مسجد محمد بن عبدالوهاب .. قبلة المصلين خلال الشهر الكريم
Al Arab
يحرص عدد كبير من المصلين على تأدية صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك بمسجد محمد بن عبدالوهاب، لما يوفره من ظروف عبادة مريحة وما يحظى به من مكانة لدى المواطنين
يحرص عدد كبير من المصلين على تأدية صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك بمسجد محمد بن عبدالوهاب، لما يوفره من ظروف عبادة مريحة وما يحظى به من مكانة لدى المواطنين بوصفه أكبر المساجد في دولة قطر مساحة وأكثرها راحة للمصلين . ويشهد المسجد الذي افتتح عام 2011، إقبالا كثيفا من المصلين من النساء والرجال والأطفال منذ بداية شهر رمضان، بعد أن أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن تخفيف الإجراءات الاحترازية في مساجد الدولة، تماشيا مع خطة الرفع التدريجي للقيود المفروضة لمكافحة انتشار فيروس كورونا /كوفيد - 19/ واستعادة الحياة الطبيعية. ويظهر المصلون في شهر رمضان الحالي اشتياقا كبيرا للصلوات عموما وللتراويح خصوصا في مسجد محمد بن عبدالوهاب وغيره من مساجد الدولة، بعد تقييد ارتياد المساجد خلال السنتين الأخيرتين بسبب الجائحة، ما دفع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى مضاعفة جهودها لرعاية المساجد وتوفير احتياجاتها والاستعداد الدائم لصيانتها ونظافتها رغبة في راحة المصلين رجالا ونساء. وفسّر الشيخ عبدالرحمن جاسم الباكر إمام صلاة التراويح بجامع محمد بن عبدالوهاب ،في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، الإقبال المكثف للمصلين على أداء صلاة التراويح في الشهر الكريم بالجامع، بسهولة وصولهم إليه من جميع الاتجاهات، على اعتباره قبلة يسيرة الوصول لجميع المواطنين والمقيمين وزوار دولة قطر نظرا لموقعه الجغرافي المناسب وسلاسة الطرق المؤدية له. وأضاف أن الجامع يحمل رمزية عالية في قطر، زاد في إعلائها افتتاحه برعاية صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتسميته باسم الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب الذي جدد دعوة التوحيد في منطقة الخليج العربي، وهو ما منحه قيمة مضاعفة. ونوه الشيخ عبدالرحمن جاسم الباكر بالتصميم المميز والأنيق للجامع، قائلا إن صدور المصلين تنشرح حال دخولهم رحاب الجامع ويتفرغون للعبادة والصلاة لما يلاقونه فيه من ظروف عبادة مريحة ومرافق وخدمات متنوعة ومتعددة تزيد من إقبالهم على أداء الصلوات فيه. وأوضح أن جامع محمد بن عبدالوهاب شهد منذ افتتاحه العديد من الأنشطة الدينية، وتمت دعوة العديد من العلماء والشيوخ وشخصيات بارزة على مستوى العالم الإسلامي لإلقاء محاضرات داخله للمصلين، مبينا أنه قبلة لكل العلماء والشيوخ في مجالات الخطابة والدعوة والدروس والإمامة. ولفت إلى أن المسجد حظي بتشريف العديد من الأسماء البارزة في مجالات مختلفة من العلوم الإسلامية مما حفز المصلين والناس على الإقبال عليه وأداء الصلوات به والاستفادة من الأنشطة التي يقدمها، مضيفا أن المسجد صار قبلة متواصلة لا للأفراد فحسب بل للعائلات التي تحرص على أداء صلواتها به. وحول الأنشطة التي يحتضنها الجامع في شهر رمضان الحالي، قال الشيخ عبدالرحمن جاسم الباكر الإمام بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، إن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تنظم في الجامع العديد من المحاضرات الدينية ومسابقة لحفظ القرآن الكريم، فضلا عن ختم القرآن. من جهتهم، أوضح مصلون التقتهم وكالة الأنباء القطرية، أن الإقبال المتواصل على أداء صلوات التراويح بمسجد الإمام محمد بن عبدالوهاب يعود للتسهيلات والخدمات المتوفرة به، التي تساعدهم على التعبد في ظروف مريحة، وقالوا إن اتساع الجامع ومساحته الكبيرة التي جعلته أكبر مساجد الدولة، هي ميزة تشكل عامل جذب له. وأعرب أحد المصلين أنهى صلاة التراويح وفضل البقاء في المسجد لفترة أطول، عن سعادته بالعودة مجددا لأداء صلوات التراويح بالمسجد بعد تخفيف الإجراءات الصحية المرتبطة بجائحة كورونا، وأكد أن الدروس التي يقدمها العديد من الشيوخ والعلماء المسلمين بالمسجد هي ما يحفزه على الحضور للجامع للاستفادة منها. ونوه مصل شاب وهو يجوب رحاب الجامع بعد نهاية صلوات التراويح، بالخدمات الراقية المتوفرة للمصلين بالجامع، قائلا إن جموع المصلين فيه يحظون بالعديد من التسهيلات بدءا بالطرق السهلة للوصول ومرورا بمواقف السيارات المتوفرة بكثرة، وصولا إلى غياب الازدحام فيه. وأشار مصل ثالث، إلى أن إقباله على الصلاة بجامع محمد بن عبدالوهاب يجعله يستحضر المسجد النبوي الشريف الذي أكرمه الله بزيارته نظرا لاتساع المكان ورقي الخدمات التي يوفرها للمصلين، مؤكدا حرصه على أداء صلوات التراويح فيه منذ بداية شهر رمضان الحالي بعدما فرضت الجائحة تعطيل هذه العبادة في العامين الماضيين. ويعد جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب الذي افتتح بالدوحة قبل نحو عشر سنوات، معلم من معالم الدوحة البارزة، وواحدا من أكبر المشاريع وأكثرها نفعا للمجتمع كمقصد للعبادة والتعلم. وتبلغ المساحة الإجمالية للجامع الواقع إلى الشمال من وسط مدينة الدوحة، نحو 175 ألف متر مربع، ويتسع داخل الصالة المكيفة لحوالي 11 ألف مصل، في حين تتسع الصالة المكيفة المخصصة للسيدات لحوالي 1200 مصلية، ويمكن الصلاة في صحن الجامع وفي ساحته الأمامية حيث يستوعبان معا 30 ألف مصل. ويصل إجمالي المساحة المبنية بالجامع، إلى 19,565 مترا مربعا، فيما تمتد الباحة الخارجية على مساحة 14,953 مترا مربعا، وتقوم بربط مستوى المرافق الخارجية مع مستوى صحن الجامع عبر درجات ومنحدرات لذوي الاحتياجات الخاصة من ثلاث جهات. وتضيء الجامع وتزينه، 28 ثريا نحاسية دائرية متعددة الطبقات معلقة على ارتفاع 14 مترا، أما الأنظمة الصوتية فهي عالية التطور وذاتية التحكم والتوجيه لتخفيض ومعالجة صدى الصوت إلى أدنى حد ممكن، ويضم شبكة ثابتة من الكاميرات توفر نقلا تلفزيونيا مباشرا بصورة ممتازة. وتضم أرضيته إضافة إلى مبنى الجامع، حدائق ترفيهية ومواقف سيارات مكشوفة ومغطاة تستوعب نحو 3 آلاف سيارة، ومبنى للخدمات، وفي تصميم خدماته للمياه روعي أن تكون مستوحاة من تصميم أحد موارد المياه العذبة التقليدية في قطر. كما يحيط بموقعه شريط أخضر يلتف حول المواقف الخارجية والمباني تصل مساحته إلى 47362 مترا مربعا، يغطيها مزيج من النباتات والأزهار الموسمية المتنوعة والشجيرات إلى جانب أشجار يبلغ عددها 1642 شجرة معظمها من شجر السدر المحلي، ويتم ري المساحات الخضراء بواسطة شبكة مياه داخلية خاصة بالجامع. وإضافة إلى محافظة جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب على فن العمارة القطرية الأصيلة، بما يجسد التراث القطري في بساطته ورونقه، تنساب فيه خطوط العمارة الإسلامية الأصيلة وهو ما وضع دولة قطر في مصاف الدول الإسلامية الأكثر اهتماما بالتراث والحضارة الإسلامية الأصيلة.