قلعة الركيات.. قريبا ضمن المسارات السياحية للتعريف بتراث دولة قطر فيما يخص العمارة الدفاعية
Al Sharq
أكدت متاحف قطر أن قلعة الركيات التاريخية، التي تبعد عن مدينة الدوحة 110 كيلومترات، وتقع في الشمال الشرقي من شبه جزيرة قطر، وعلى بعد 8 كم إلى الشمال الغربي من الزبارة،
أكدت متاحف قطر أن قلعة الركيات التاريخية، التي تبعد عن مدينة الدوحة 110 كيلومترات، وتقع في الشمال الشرقي من شبه جزيرة قطر، وعلى بعد 8 كم إلى الشمال الغربي من الزبارة، سوف تكون ضمن المسارات السياحية المتعلقة بالتعريف بتراث دولة قطر فيما يخص العمارة الدفاعية، قريبا، وذلك بعد الانتهاء الكامل من ترميمها. وقال السيد عادل المسلماني، مدير إدارة الحفاظ المعماري في متاحف قطر في تصريح خلال جولة خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ داخل قلعة الركيات التاريخية: إن القلعة بعد تسليط الضوء على ما تم إنجازه بها أصبحت جاهزة لاستقبال الزوار، وربط القلعة بالحركة السياحية بشكل عام في المناطق الشمالية، مؤكدا أن تصميم القلعة من الداخل يسمح بإقامة مجموعة من الفعاليات الثقافية والسياحية في إطار شروط خاصة تحول دون وجود أي تأثير سلبي على مفردات القلعة المعمارية. وأوضح المسلماني أن تاريخ القلعة يعود -حسب المصادر التاريخية- إلى الفترة الممتدة بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر الميلاديين، لافتا إلى تميز الطراز المعماري المحلي الفريد لقلعة الركيات (وتعني "البئر" بالعربية)، الذي مهد لدمجها تاريخيا في البيئة المحلية للبلاد، وجعلها إحدى أقدم وأكثر القلاع الصحراوية أهمية في قطر. وأضاف أنه يعتقد أن القلعة بنيت لحماية مصادر المياه الأساسية في المنطقة، حيث توجد بئر للمياه العذبة داخل القلعة، كما تحيط بالقلعة بقايا متناثرة من قرية قريبة لها، لافتا إلى أنها تحوي ثلاثة أبراج مستطيلة وبرجا مستديرا، وحول الجوانب الثلاثة (الشمالي والشرقي والغربي) للفناء المركزي تصطف غرف ضيقة بلا نوافذ، لكن لها أبواب مفتوحة على الفناء الكبير، أما البرج الرابع "الجنوبي الغربي" فهو على هيئة ثلاثة أرباع الدائرة، كما يقع المدخل الرئيسي للقلعة ضمن الجدار الجنوبي، ويوجد في القلعة العديد من الحجرات على طول الجدران الثلاثة، الشمالية والشرقية والغربية، أما في الزاوية الجنوبية الغربية من حوش القلعة، فهناك سلم يؤدي للمستوى العلوي للبرج الجنوبي الغربي. وأشار مدير إدارة الحفاظ المعماري في متاحف قطر، في تصريح لـ / قنا/، إلى أن أعمال ترميم القلعة بدأت في أكتوبر عام 2020، واستمرت حتى سبتمبر 2021، حيث تم الانتهاء من أعمال الحفاظ والترميم للقلعة كاملة مع أعمال الإنارة الخارجية، والتي اعتمدت أسلوب الطاقة النظيفة والصديقة للبيئة باستخدام الطاقة الشمسية لتغذية مصادر الإنارة الخارجية للقلعة بهدف إنارتها من الخارج ليلا دون الحاجة لوجود التيار الكهربائي، وفرش ممرات المشاة والفسحة السماوية بالحصى الصغير لتأمين سهولة الحركة والسلامة أثناء الأجواء الماطرة، وكذلك تأهيل وترميم المصلى الخارجي، وتأهيل وترميم غرفة الاستقبال (المجلس) خارج القلعة. وشدد المسلماني على أنه تم اعتماد أسلوب ترميم قلعة الركيات وفقا لتصميمها الأصلي واحترام التعديلات التي جرت بأعمال الترميم السابقة عام 1988 كونها أصبحت جزءا لا يتجزأ من تاريخ القلعة، مع القيام بإنشاء مبنى خدمات متنقل خارج القلعة، وبموقع مجاور لتلبية متطلبات الزوار، كما تم اعتماد نفس المواد التقليدية والأصلية بأعمال الترميم الحالية، مع إدخال بعض التحسينات والتقنيات الحديثة لتعزيز عمل المواد التقليدية، خاصة فيما يخص مواد العزل، وبالشكل الذي لا يؤثر بشكل سلبي على مواد البناء التقليدية، مضيفا أنه تم ترميم الأسقف وفقا لأسلوب البناء المحلي القطري وباستخدام نفس المكونات المستخدمة سابقا (دنجل، باسجيل، منغرور)، وترميم وحقن الجدران باستخدام المواد الرابطة التقليدية، وباستخدام نفس الحجارة السابقة، أما المحارة (البلاستر) فتم الحفاظ قدر المستطاع على كل ما هو أصلي وصالح، واستبدال التالف بجديد بنفس مكونات البلاستر القديم من الجص والطين، إضافة لأعمال الأرضيات، وتركيب الأبواب بنفس التصميم السابق من حيث الشكل والمواد، كونها كانت مهترئة بالكامل. وقد انضمت قلعة الركيات مع ثلاثة مواقع تراثية قطرية أخرى إلى قائمة /الإيسيسكو/ للتراث في العالم الإسلامي، وهي: "قلعة الركيات"، و"أبراج برزان"، و"بيت الخليفي"، خلال الاجتماع التاسع للجنة التراث لمنظمة (الإيسيسكو) في يونيو العام الماضي. وجاء ترميم قلعة الركيات التزاما من متاحف قطر بالحفاظ على الهوية المعمارية التاريخية للدولة، وتجديدها، والتوعية بها، كما يأتي انسجاما مع رؤية قطر الوطنية 2030، حيث تنتصب القلعة الآن كأحد معالم الهوية الثقافية الراسخة لدولة قطر، مانحة الأجيال القادمة تصورا شاملا عن التطور المعماري للبلاد.