ندوة للملتقى القطري للمؤلفين تنوه بإيلاء الدولة أهمية كبيرة للغة العربية وتعزيز مكانتها بالمجتمع
Al Sharq
أشاد عدد من الأكاديميين والمتخصصين بإيلاء الدولة أهمية قصوى للغة العربية، وتعزيز مكانتها في المجتمع. وأوضحوا خلال ندوة بعنوان /اللغة العربية والتواصل الحضاري/
أشاد عدد من الأكاديميين والمتخصصين بإيلاء الدولة أهمية قصوى للغة العربية، وتعزيز مكانتها في المجتمع.
وأوضحوا خلال ندوة بعنوان /اللغة العربية والتواصل الحضاري/ نظمها الملتقى القطري للمؤلفين واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة العلوم، ضمن البرنامج المشترك للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، بالتعاون مع كلية المجتمع، أن اللغة العربية تتسم بالشمول، كما يظهر إبهارها وتميزها أمام اللغات الحية الأكثر تداولا مثل الإنجليزية والفرنسية. وفي هذا الصدد، أكدت الدكتورة مريم إبراهيم الحمادي عميد قطاع الآداب والفنون بكلية المجتمع في كلمتها الافتتاحية، على أن اللغة العربية تكتسي أهمية كبرى كونها لغة القرآن الكريم. كما أنها قوام الهوية العربية الإسلامية وليس مجرد رموز للتواصل.
وأشارت إلى أن دولة قطر بذلت جهودا كبيرة لتعزيز اللغة العربية من خلال القانون رقم (7) لسنة 2019 بشأن حماية اللغة العربية. وأعلنت في السياق ذاته عن استعداد قسم اللغات والآداب بكلية المجتمع لإطلاق مشروع مهم لتعزيز اللغة العربية في خريف 2022. من جهتها، أشادت السيدة مريم ياسين الحمادي مدير عام الملتقى القطري للمؤلفين مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة، بجهود كلية المجتمع في حماية وتعزيز اللغة العربية. وأكدت أن الملتقى حريص على التعاون مع كافة الجهات والمؤسسات ذات العلاقة التي تتشارك معه نفس الهدف، منوهة إلى أن تعزيز اللغة العربية أصبح ضرورة في السنوات الاخيرة بسبب مد العولمة لذلك يجب مواصلة هذه الجهود مع كافة الأطراف من خلال إقامة الندوات والفعاليات المتنوعة. بدوره، استعرض الدكتور عبدالحق بلعابد أستاذ مشارك بقسم اللغة العربية بجامعة قطر وعضو الملتقى، أهداف الندوة النابعة من المبادئ والقيم وتشريعات الدولة والتي تتمثل في تعزيز روح الانتماء للغة العربية، من خلال الاحتفال السنوي بها وإظهار أهمية اللغة العربية تاريخا وحضارة لدى الجميع، وإبراز مكانة اللغة العربية بين لغات العالم، وتكريس انتشارها، وترسيخ الهوية اللغوية من خلال استخدامها. وفي السياق ذاته، تناول المحور الذي قدمته الدكتورة منيرة قنوني أستاذ مساعد بقسم العلوم الاجتماعية بكلية المجتمع قطر، /واقع اللغة العربية بين المنطوق والمكتوب.. مواقع التواصل الاجتماعي نموذجا/. وتحدثت قنوني عن استخدام اللغة العربية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتتبعت الإحصائيات والأرقام التي تبين نسب استخدام اللغة في البلاد العربية خاصة على منصتي فيسبوك وتويتر. كما حاولت الدراسة أن تجيب عن سؤال: "بأي لغة عربية يغرد العرب؟". وخلصت إلى أن ما يدون في هذه المواقع خرج عن قيود الكتابة باللغة العربية الفصحى، وانتهت إلى أننا ندخل مع هذه المواقع إلى عصر جديد للتدوين ومفهوم جديد للكتابة يقطع مع المفاهيم التقليدية. أما المحور الذي قدمه الدكتور أحمد عمو فكان بعنوان /اللغة الشاعرة: نظرة في المقومات الحضارية للغة العربية/، إذ حاول من خلاله أن يقدم مقاربة تنطلق من الخصائص الداخلية للغة العربية، باعتبارها لغة تتسم بالشمول على المستوى الصوتي، كما تطرق إلى إمكاناتها التعبيرية المتمثلة في النمو الصرفي لأبنيتها اللفظية. كما أشار خلال ورقته إلى أن اللغة لا تهمل الجانب التركيبي حيث يظهر إبهار اللغة العربية وتميزها أمام اللغات الحية الأكثر تداولا مثل الإنجليزية والفرنسية، مختتما مداخلته بالحديث عن قضايا أخرى تتعلق بالبعد الحضاري للغة العربية، وتقديم الأدلة على ذلك من واقع اللغة الداخلي. وفي ختام الندوة، أكدت السيدة أسماء محمد أستاذ مساعد بقسم العلوم الاجتماعية بكلية المجتمع خلال مداخلتها التي جاءت موسومة بـ/اللغة ووسائل الاتصال ... قراءة من الواقع/، أن ما أحدثته الثورة الرقمية المتسارعة مؤخرا من انفجار معرفي وسياقي، أدى إلى تغير أطر الخطاب التواصلي، وهو ما أنتج مجموعة من التحولات والأنماط اللغوية المختلفة، جعلتنا نعود إلى القضية الأزلية المتمثلة في مفهومي التأثير والتأثر، واستحضارها هنا لإلقاء الضوء حول اللغة والوسائط الافتراضية وما بينهما تداخلا وتقاطعا، وعاملا فاعلا مؤثرا ومستجيبا متأثرا مسايرا أو مقاوما.