قطر تختبر ملاعبها خلال كأس العرب وتضيف أبعادا جديدة في تنظيم البطولات
Al Arab
اختبرت قطر ستة من أفضل ملاعب كرة القدم في العصر الحديث أنشئت خصيصا لاستضافة مباريات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 العام المقبل، وذلك من خلال بطولة كأس العرب
اختبرت قطر ستة من أفضل ملاعب كرة القدم في العصر الحديث أنشئت خصيصا لاستضافة مباريات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 العام المقبل، وذلك من خلال بطولة كأس العرب FIFA قطر 2021، التي جمعت 16 منتخباً عربياً، وتستضيفها قطر حاليا وتستمر حتى 18 ديسمبر الجاري. واستضافت ملاعب استاد البيت بمدينة الخور وملعب الثمامة بالدوحة واستاد أحمد بن علي بمنطقة أم الأفاعي وملعب 974 بمنطقة رأس أبوعبود وملعب المدينة التعليمية بالدوحة واستاد الجنوب بمدينة الوكرة ، 16 مباراة بالتمام والكمال بانتهاء الجولة الثانية من مباريات المجموعات الأربع وحضرتها مجموعات كبيرة من الجماهير العربية المساندة لمنتخباتها في البطولة. وتعرضت غالبية الملاعب لاختبار كبير في الطاقة الاستيعابية والتنظيم للبطولة ودور المطوعين والفنيين في عمليات التنظيم اللوجستية. وتعرض استاد البيت بمدينة الخور لأكبر اختبار عندما استقبل مباراة افتتاح البطولة بين قطر والبحرين وكان الإعلان عن أنه أول استاد يمتلئ بالجماهير وتبلغ سعته 60 ألفا شغلت مقاعده جميعها واختبرت كل مداخله ومخارجه فكان التنظيم عنوانه السهولة والتشجيع والدخول والخروج من الملعب بسلاسة ويسر. واستوعبت مدرجات بقية الملاعب تفاعل الجمهور العربي وهو يقفز وينفعل على المدرجات فشكل صورة من الشغف الخاص بكرة القدم مطبقا بذلك أحد مبادئ نشر اللعبة . وعرفت ملاعب البطولة في المرحلة الأولى حضوراً جماهيراً كبيراً في بعضها ومتوسطا في البعض الآخر حسب كاميرات التلفزة وما تراه الأعين لمتابعي المباريات، كما اقيمت المباريات في توقيتات تناسب أغلب دول العالم. واستهدفت اللجنة العليا المنظمة للبطولة جماهير القارات الأخرى في توقيت المباريات فحققت بذلك فرصة اختبار للعالم بأن يرى ما عند العرب من شغف واهتمام بكرة القدم وهو هدف رمت إليه قطر في تقديم وجه العرب للعالم وإبراز الوجه الرياضي العربي بكل ملامحه وانفعالاته تجاه كرة القدم. وأصابت قطر شطر النجاح في تحقيق نقلة نوعية في مفاهيم التنظيم في كرة القدم بتوظيف الكثير من القدرات العقلية العربية في عمل احترافي خالص من خلال تخصيص مساحات لابداع الجماهير وأنشطته وخصصت لها مناطق في الملاعب وحولها، للتعبير عن حبها لكرة القدم وتشجيع منتخباتها وهي مناطق ما يعرف ب "الفان زون". وطورت قطر هذه التجارب بتخصيص فان زون في كل ملعب بعكس مونديال روسيا الذي يصنف الأفضل في سلسلة بطولات كأس العالم الماضية حيث خصصت ساحة واحدة للفان زون لكل مدينة بينما تخصص قطر ذلك في كل ملعب فتعبر الجماهير عن حبها ودعمها لمنتخباتها حسب ثقافات التشجيع.
واستحدثت قطر خلال البطولة أروع الأساليب في تقديم الخدمات للجماهير عبر المتطوعين كما خصصت في الملاعب جميعا أماكن لذوي الاحتياجات الخاصة ليتابعوا المباريات بكل سهولة ويسر وخصصت لهم مداخل وممرات ومخارج قصد منها القيمة الإنسانية في التعامل مع الحدث الكبير وشغف كرة القدم. وسجلت الخدمات الاعلامية القطرية في البطولة نقلة نوعية بتوظيف التكنولوجيا لمساعدة الاعلام في نقل الأحداث وتغطية البطولة بكل سهولة ويسر وذلك من خلال تخصيص خدمات متواصلة للصحافة وفق الضوابط التي تراعي الحقوق في البث ونقل الصورة وقامت بامداد الاعلام المرئي والمقروء والمسموع بالمعلومات المطلوبة عن كل حدث مغلقة بذلك باب الاجتهاد الذي يعرض للخطأ ويدفع للبحث عن التصحيح. ووظفت قطر التكنوجيا بأفضل الخدمات للإعلام وذلك من خلال تخصيص مرَقم خاص بالمؤتمرات الصحفية وتطبيق خاص للصحافة يتم تثبيته على أجهزة المحمول الخاصة بالاعلام في البطولة وتوضع به أرقام خاصة بالمباريات والمؤتمرات من أجل الترجمة للمؤتمرات الصحفية في نقلة نوعية فريدة من نوعها. ويقوم كل صحفي بتثبيت التطبيق المعرف ب "فيفا انتربرنتنغ" واختيار اللغة التي يرغب بها الصحفي للترجمة من بين جميع اللغات العالمية الموضوعة في برنامج ترجمة المؤتمرات الصحفية للمدربين واللاعبين وخصصت اللجنة المنظمة أيضا خدمات انترنت على أعلى سرعة وطاقة من أجل العمل الصحفي فاشغلت المراكز الاعلامية بدعم فني يفوق التوقعات ويستوعب المئات من الصحفيين فضلا عن منابر التعليق التلفزيوني. وخصصت قطر لأول مرة ترجمة خاصة بالصم والبكم ولغة الإشارة لتلبي رغبات فئة من المجمتعات العربية لم تكن تجد الاهتمام اللازم في السابق لتضيف بعدا جديدا في تنظيم البطولات وهو القيمة الانسانية في جماهيرية كرة القدم. وأزالت قطر الحساسيات العربية العربية في مواجهات كرة القدم بمبدأ اللعب النظيف والروح الرياضية وتقبل الهزيمة وعدم الجنوح إلى التقليل والاستنقاص من قيمة المنتخبات وهو مبدأ الوحدة الذي رمت إليه قطر في التجمع العربي الكبير فلبت بذلك نداء الاتحاد الدولي بأن كرة القدم توحد الشعوب على اختلاف مشاربها وأن قطر هي بيت الوحدة العربية. وتلقت منتخبات السودان وموريتانيا والأردن هزائم في المباريات بمجموع اهداف من أربعة إلى خمسة أهداف فلم تعرف جماهيرها استنقاصا من قيمتها أو استفزازا أو تجريح من جماهير المنتخبات الفائزة فكرة القدم على ملاعب قطر أسمى من أية اختلافات وأبعد نظرا من أية نتائج عابرة في عالم المستديرة. وتبدو الفرصة قائمة في اختبار التنظيم والملاعب والمنشآت في المرحلة المقبلة من بطولة كأس العرب FIFA قطر 2021 وصولا للهدف القطري الموضوع في مسار التنظيم.