عيون الأسرى لجنود الاحتلال: لقد هزمناكم
Al Sharq
بعد خمسة أيام من الملاحقة التي حشدت فيها إسرائيل كل أذرعها الأمنية وعددها 20 ألف شرطي و12 ألف جندي للبحث عن الأسرى تمكّنت سلطات الاحتلال الإسرائيلية مساء الجمعة
بعد خمسة أيام من الملاحقة التي حشدت فيها إسرائيل كل أذرعها الأمنية وعددها 20 ألف شرطي و12 ألف جندي للبحث عن الأسرى تمكّنت سلطات الاحتلال الإسرائيلية مساء الجمعة وفجر السبت من اعتقال 4 من الأسرى الفارّين إلى الحريّة عبر نفق حفروه بطريقتهم من داخل سجن جلبوع الأقوى حراسة وتعقيدًا، بينما لا يزال اثنان منهم حرَّيْن. والأسرى الذين تم إعادة اعتقالهم هم زكريا الزبيدي ومحمد عارضة ومحمود العارضة ويعقوب قادري، ومنذ فرار الأسرى الستّة، وهناك احتمالات ثلاثة يعرفها الجميع حول مصيرهم وأولهم الأسرى أنفسهم، وهي إما الفرار للخارج أو إعادة الاعتقال أو القتل، لكن ذلك لم يمنع مشاعر الحزن من السيطرة على كل الشعب الفلسطيني الذي كان يرجو هروبهم خارج فلسطين ويكثف دعواته لأجل ذلك ويطالب بحمايتهم. وحاول الاحتلال أن يُظهِر الأسرى الذين أعاد اعتقالهم من خلال الصور والفيديوهات في حالة ضعفٍ وانكسارٍ مكبلين اليدين معصوبين العينين من أجل طمس الروح المعنوية لديهم ولدى الشعب الفلسطيني بأكمله. وحول هذا قال الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس المحتلة محمد حمادة: "أسرى نفق الحرية هم المنتصرون منذ التفكير بعمليتهم البطولية ومن ثم تَمكُنهم من التنفيذ وتمريغ أنف الصهاينة ومنظومتهم الأمنية، والاحتلال حاول واهمًا إظهار الأسرى بهذه الحالة لكسر الحالة المعنوية". وأضاف: "لقد قرأنا في عيونهم قولًا لسجانهم إننا هزمناكم". * فشل المحتل وهذا ما أكده الصحفي الإسرائيلي جال برجر عبر صفحته قوله: "إن اعتقال 4 من محرري نفق الحرية لا يمكن أن يغطي على الفشل، ولا يمكن أن ننسى الإخفاقات الكبيرة لعملية الهروب". وحاولت سلطات الاحتلال من خلال النشر الإيحاء بأن من يعاونهم من فلسطينيي الداخل المحتل، لزعزعة النسيج الوطني، في حين أن إعادة اعتقال الأبطال الأربعة تمت في منطقة مليئة بالمستوطنين. وقالت والدة الأسير محمد عارضة للصحفيين: "الله يرضى عليهم ويرزقهم الحرية وأن يتم الإفراج عنهم قريباً". وأضافت: "أنا أخاف عليه (محمد) ولكن إن شاء الله سيفرج عنه وباقي الأسرى، لقد رفع رأسي، إنه رجل وهو من يرفع معنوياتي". أما والدة الأسير محمود العارضة فقالت في تجمع أمام منزلها: "محمود يا تاج العروبة والعرب، ويا كاتب التاريخ بحروف الذهب من أجل أن تعيد المجد الذي ضيعوه جاهلونا وتبقى يا محمود تاج على رؤوسنا". وأكّد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد السلامي وليد القططي أن انتفاضة الحرية في الضفة والقدس وقطاع غزة ما كانت لتحدث لولا الروح العالية التي زرعها أبطال نفق الحرية في قلوب أبناء الشعب الفلسطيني. وقال: "الأسرى الذين انتزعوا حريتهم وحدوا الشعب كما وحدته معركة سيف القدس". ووفق موقع "والا" العبري فقد أصدرت المفوضة الإسرائيلية للسجون توجيهاتها للطواقم الهندسية بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي وخبراء البناء والهندسة، ابتداء من اليوم الأحد بالقيام بتمشيط جميع السجون في أنحاء البلاد خشية من وجود أنفاق أخرى، كذلك تستعد مصلحة السجون للقيام بعمليات نقل أخرى للأسـرى وفق الحاجة. * صفقة تحرير تضمّهم ودعا الباحث ورئيس مركز فلسطين لدراسات الأسرى المقاومة لوضع أسماء الأسرى الذين حرروا أنفسهم من سجن جلبوع وأعيد اعتقالهم على رأس القائمة في أي صفقة قادمة مع الاحتلال مقابل ما تملك من أوراق قوة. وقال الأشقر لـ"الشرق": "إن هؤلاء الأبطال الذين تحدوا الاحتلال بالعزيمة والإرادة بأبسط الإمكانيات يجب أن لا يتركوا داخل السجون، وأن تفرض أسماؤهم في أي صفقة قادمة رغم أنف الاحتلال". وأضاف: "هؤلاء الأسرى سجلوا علامة فارقة في تاريخ نضال شعبنا، وكسروا عنجهية وهيبة الاحتلال وكشفوا هشاشة وضعف منظومته الأمنية، ويجب أن تشملهم الصفقة بجانب الأسرى القدامى أصحاب المحكوميات العالية". وأكد أن إعادة اعتقال كل أو جزء من المحررين الستة لا يقلل من العمل البطولي الذى قاموا به، موضحًا: "ويكفيهم شرف المحاولة لتحرير أنفسهم بعد غياب عشرات السنين خلف القضبان، حيث مرغوا أنف الاحتلال في التراب، ووجهوا من خلال العملية البطولية لطمة قوية لأجهزته الأمنية والعسكرية، لن ينساها شعبنا وكل أحرار العالم". وبين أن "الصراع مع هذا المحتل دائم وهذه المعركة ليست نهاية المطاف وهي جزء من الصراع المفتوح مع الاحتلال سجل فيها الأسرى انتصاراً جديداً استكمالاً لانتصارات "معركة سيف القدس"، بل وأحيت قضية الأسرى من جديد في نفوس أبناء شعبنا وسلطت الضوء على معاناتهم ومظلوميتهم، وسيكون لها ما بعدها" وفق حديثه لـ"الشرق". واعتبر الأشقر أن ما يقوم به إعلام الاحتلال من استعراض للقوة خلال عملية إعادة اعتقال المحررين، ونشر العديد من الصور ومقاطع الفيديو، لعملية الاعتقال، ما هو إلا محاولة يائسة للتأثير على معنويات الشعب الفلسطيني الذى احتفى بهؤلاء الأبطال، ومحاولة لإعادة ترميم هيبته التي كسرت بنجاح هذه العملية، ورسم إنجاز وهمي لجيش مهزوم وفاشل. وحمَّل الأشقر سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة أسرى نفق الحرية الذين أعيد اعتقالهم، حيث من المتوقع أن يمارس الاحتلال بحقهم ساديته وعنجهيته، ويعرضهم لتعذيب شديد لمعرفة تفاصيل العملية البطولية، مطالباً المنظمات الحقوقية بمتابعة قضيتهم بشكل عاجل. وطالب الأشقر بالبناء على ما تم تحقيقه من تفاعل واسع محلياً وعربياً ودولياً مع قضية الأسرى وإعادة الاعتبار لها، وأن تترجم حالة التعاطف الكبيرة مع الأسرى إلى برنامج مستمر، وتحويل معاناة الأسرى إلى نار تحرق الاحتلال وتربك حساباته، وأن تشتعل ساحات المواجهة على نقاط التماس والحواجز نصرة للأسرى حتى لا يستفرد الاحتلال بهم، وحتى يعلم أن الأسرى خطر أحمر لا يمكن تجاوزه.More Related News