رجاءُ بن حيوة الكندي.. ماذا تعرف عن زعيم الدولة الأموية العميقة وباني قُبة الصخرة؟
Al Jazeera
من هو رجاء بن حيوة الكِنْدي الفلسطيني، الفقيه ورجل السياسة المخضرم، الذي ألقى إليه الأمويون بثقتهم وثقلهم، وكيف تمكَّن بمرور الزمن أن يصبح رأس الدولة العميقة عند الأمويين؟
كان استشهاد الخليفة الثالث ذي النورين عثمان بن عفّان الأُموي عام 35هـ/655م، وارتقاء الخليفة الراشد الرابع علي بن أبي طالب الهاشمي -رضي الله عنه-، بداية لخمس سنوات من الفتن والحروب والصراعات الداخلية بين فريق رأى أولوية استتباب الأمن وعودة الهدوء وطاعة الأمصار للخليفة الجديد، ومن ثم القصاص من قتلة عثمان لقوة قبائلهم واختلاط الناس يومئذ، وعلى رأس هؤلاء الخليفة علي بن أبي طالب وابن عمه عبد الله بن العباس -رضي الله عنهما-، وفريق آخر رأى أن بقاء هؤلاء القتَلَة في المدينة تحت عين الخليفة وسمعه وبصره أمر لا يمكن السكوت عنه، وعلى رأسهم معاوية وعائشة وطلحة والزبير بن العوام -رضي الله عنهم-. وقد انقسمت الأمة، واشرأبَّت أعناق الفتنة، وتلاحى المسلمون يومذاك، حتى استُشهد علي -رضي الله عنه- في مُصلاه على يد ابن مُلجم في رمضان سنة 40هـ/660م، وحمل الراية من بعده ابنه الحسن بن علي بن أبي طالب (ت 49هـ) -رضي الله عنه- الذي أيَّده عموم أهل العراق وقسم من الجزيرة العربية في مسعاه في خلافة والده، وإعادة توحيد الأمة بعدما اختلفت بين علي ومعاوية -رضي الله عنهما-، لكن الحسن أدرك خذلان أهل الكوفة له، وميل كفّة القوة ناحية أهل الشام ومعاوية، فآثر أن يتخذ طريق الدبلوماسية والمفاوضات، وأن تتحد الأمة بدلا من سقوطها في دوامة القتل والدم، فخلع نفسه، وبايع هو وأخوه الحسين -رضي الله عنهما- وكبار مؤيديه من الصحابة وأبنائهم وأهل العراق معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- عام 41هـ، المسمّى بعام الجماعة، شريطة أن يرجع الأمر شورى إلى الأمة بعد وفاته. وبذلك قامت دولة الخلافة الأموية، وأضحى معاوية خليفة هذه الأمة، فدامت دولتهم في الفرعين السُّفياني والمرواني لمدة إحدى وتسعين سنة هجرية، بما يعادل تسعين أو تسعا وثمانين ميلادية (41-132هـ/661-750م)، تولَّى فيها الخلافة منهم أربع عشرة خليفة، أولهم معاوية بن أبي سفيان وآخرهم مروان بن محمد بن عبد الملك بن مروان.More Related News