دولة قطر وسلطنة عمان .. طموحات كبرى وعلاقات استراتيجية وطيدة
Al Arab
تمثل زيارة (الدولة) لجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الحالية للبلاد، تأكيداً عملياً على العلاقات التاريخية الوطيدة والمتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين،
تمثل زيارة (الدولة) لجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الحالية للبلاد، تأكيداً عملياً على العلاقات التاريخية الوطيدة والمتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين، ومؤشراً على حرص قيادتيهما الحكيمتين، حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وأخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق، على تطويرها وتعزيزها والارتقاء بها لآفاق رحبة ومثمرة في جميع المجالات. ومن المقرر أن يبحث سمو الأمير المفدى وأخوه سلطان عمان سبل دعم وتعزيز العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين وآفاق تنميتها وتطويرها، بما يحقق مصالح وطموحات الشعبين الشقيقين، إضافة إلى مناقشة آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية. وتتسم العلاقات العمانية القطرية، بأنها علاقات أخوية وتاريخية راسخة تطورت خلال العقود الماضية لتشمل كافة المجالات، وهي في نمو وتطور مستمرين بفضل توجيهات قيادتي البلدين لتعزيز ما تم تحقيقه وإيجاد آفاق وفرص أوسع للتعاون بين البلدين والشعبين الشقيقين، خدمة لمصالحهما المشتركة. وتضع قطر أميرا وحكومة وشعبا، سلطنة عُمان وقيادتها وشعبها الشقيق بمنزلة سامية ومكانة عالية في النفوس، نظرا للعلاقات المتميزة والروابط التاريخية والمواقف الأخوية المتبادلة بين البلدين، والتي تزداد قوة ومتانة على مر السنين والأعوام. وتجمع الدولتان طموحات كبرى ومصالح مشتركة ورؤى متقاربة إلى جانب سعي البلدين لتحقيق الرفاهية لشعبيهما الشقيقين وللشعوب الشقيقة والصديقة، ونشر ثقافة السلام والحوار والتعاون والاستقرار بالمنطقة والعالم. وقد أسهمت الزيارات المتبادلة بين الدوحة ومسقط، والتي تم تتويجها بزيارات بين قادة البلدين وزيارات لكبار المسؤولين والوفود من الجانبين بتدعيم أواصر الأخوة بين الدولتين ودفع التعاون بينهما إلى الأمام بوتيرة متصاعدة. وقد شكلت الروابط التاريخية بين البلدين والتوجيهات الكريمة للقيادتين الحكيمتين في البلدين الشقيقين، داعماً أساسياً لتعاون اقتصادي وتجاري قوي بينهما، يقوم على الاستغلال الأمثل للإمكانات الهائلة المتاحة لدى الجانبين، وفتح الأبواب أمامها للتقدم والانطلاق خدمة للبلدين والشعبين الشقيقين. ويربط البلدان مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم حول التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والدبلوماسية والعلمية والسياحية، فضلا عن اللجنة العمانية القطرية المشتركة، التي عقدت حتى الآن عشرين اجتماعا منذ تشكيلها، وهناك مجلس رجال الأعمال القطري العماني الذي ينعقد بصورة دورية، فضلا عن المعارض التجارية المتبادلة التي جعلت العلاقات بين الدوحة ومسقط نموذجا لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء. وتعكس الأنشطة التجارية والاقتصادية بين البلدين رغبة صادقة من جانب مجتمع رجال الأعمال القطري والعماني بالانتقال بالعلاقات الاقتصادية بين الجانبين من مستوى العلاقات الأخوية المتميزة إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية والشراكات الاقتصادية التي تترجم الطموحات والتطلعات المشتركة إلى مشروعات وكيانات اقتصادية عملاقة تعود بالنفع والفائدة على الاقتصاد الوطني في كلا البلدين. وقد شهد التعاون الاقتصادي بين قطر وعمان خلال الفترة الأخيرة، نمواً لافتاً في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والمواصلات والاتصالات والطاقة والسياحة والتعليم والانشاءات والخدمات المصرفية، بالإضافة للمجال الاستثماري للقطاع الخاص والذي سجل تطوراً كبيراً، حيث يوجد عدد من المشاريع المشتركة في مجالات الزراعة وصناعة مواد البناء باستثمارات تقارب ملياري ريال قطري. كما سجل التبادل التجاري بين البلدين قفزة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، ووصل إلى أكثر من 6.8 مليار ريال قطري خلال العام 2019، ويقدر عدد الشركات القطرية العمانية المشتركة التي تعمل بالسوق القطرية بأكثر من 350 شركة، تعمل بقطاعات متنوعة من بينها الخدمات والطاقة والصناعة وغيرها، بينما تتوزع معظم الاستثمارات القطرية بالسلطنة على حصص وتحالفات وشراكات في أكثر من 200 شركة عمانية، بقطاعات مختلفة.
وفي إطار الاهتمام الإعلامي بزيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الشقيقة إلى البلاد نوهت وكالة الأنباء العمانية /العمانية/ في تقرير لها، بزيارة الدولة التي يقوم بها جلالة السلطان هيثم بن طارق، والتي تشكل دفعة متجددة في تعزيز العلاقات الثنائية التاريخية الوطيدة في مختلف الصعد. وذكرت وكالة الأنباء العمانية، أن البلدين الشقيقين يتوافقان في سياستيهما الخارجية في عدد من القضايا الإقليمية والدولية، من بينها القضية الفلسطينية والمحافظة على السلم والأمن الدوليين ومكافحة الإرهاب وتشجيع الحوار لحلحلة القضايا ونبذ العنف، بالإضافة إلى الحرص على تعزيز مسيرة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وشددت على أن الزيارة ستفتح آفاقا أرحب لمستقبل البلدين لاسيما في الجانب الاقتصادي أحد الأركان المهمة في رؤية عمان 2040 ورؤية قطر الوطنية 2030 تعززه مقومات تشريعية محفزة للاستثمار وبنية أساسية مسهلة وجاذبة ومشجعة. بدورها أشارت صحيفة /الرؤية/ العمانية في مقال لرئيس تحريرها ، إلى أن اختيار دولة قطر لتكون ثاني الوجهات الخارجية، لجلالة السلطان منذ تولي الحكم في يناير 2020 يؤكد الحرص السامي على تعزيز علاقات الشراكة والتكامل مع محيطنا الخليجي، ويتماشى مع ثوابت السياسة الخارجية التي تضع التعاون مع دول الخليج في صدارة أولويات الدبلوماسية العمانية. ورأت أن زيارة جلالته إلى قطر تحمل الكثير من الدلالات السياسية والاقتصادية، فعلى المستوى السياسي من شأن هذه الزيارة أن تزيد من صلابة العلاقات الخليجية البينية، كما تؤكد الزيارة أن العلاقات بين عمان وقطر تزداد رسوخا في ظل الحرص المتبادل من قيادتي البلدين على تقوية أواصر التعاون وتعزيز أواصر الشراكة. واعتبرت أن السياسات الخارجية لكلا البلدين تتوافق في وجهات النظر حول العديد من القضايا والملفات، لا سيما ما يتعلق بالشأن الخليجي والعربي، فضلا عن عدد من القضايا الدولية، بهدف إحلال السلام والوئام في أنحاء العالم، موضحة أن عمان وقطر حريصتان على تحقيق الاستقرار إقليميا ودوليا، وتجلى ذلك في الكثير من المواقف والسياسات المؤيدة للحلول الدبلوماسية، والسعي لبناء شراكات دولية قائمة على التعاون والمصالح المشتركة. وشددت على أن الشراكة الاقتصادية بين عمان وقطر، مقبلة على مزيد من التعاون والمشروعات المشتركة، بما يزخر به البلدان من مقومات جديرة بأن تعزز من العلاقات التجارية والاقتصادية.. مؤكدة أن قطر مستثمر قوي وكبير في مختلف المجالات، وزيادة الاستثمارات القطرية في عمان من شأنها أن تعود بالنفع على كلا الطرفين. وتحت عنوان /نموذج لروابط الأخوة الراسخة .. العلاقات العمانية القطرية.. الاستقرار والازدهار/، أكدت صحيفة /عمان/ أن زيارة جلالة السّلطان هيثم بن طارق تأتي تعزيزًا للعلاقات الوطيدة المتميزة بين سلطنة عُمان ودولة قطر، وتوثيقًا للروابط الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتأكيدًا على حرص قيادتيهما على الارتقاء بها لآفاق أكثر رحابة في مختلف المستويات. وأشارت إلى أن الزيارة ستبحث عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك تحقيقًا للغايات المرتجاة للبلدين وتطلعاتهما، ووصولًا لنتائج مثمرة تخدم مصالحهما المشتركة، وتكفل لأبنائهما مزيدًا من النماء والرخاء، والاستقرار في الحاضر والمستقبل. وقالت "إن العلاقات بين سلطنة عُمان وشقيقتها دولة قطر، تمثل نموذجا لواحدة من أقوى العلاقات الإستراتيجية في المنطقة، وهي علاقات تستمد جذورها الأخوية العميقة من روابط التاريخ والجغرافيا ومن الدعم والرعاية المستمرة من جلالة السلطان هيثم بن طارق وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه حاليا من تطور وتكامل في كل المجالات." وخلصت إلى التأكيد على أن العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان ودولة قطر تتميز بالاستقرار والثبات والازدهار، حيث شكل عامل الثقة والاحترام المتبادل أكبر ركائز هذه العلاقة بين البلدين اللذين تجمعهما الرؤى المشتركة وتقارب المواقف والتنسيق والتشاور المستمر فيما بينهما في كل المجالات والتقارب في وجهات النظر في القضايا الإقليمية والدولية، فيما تمتد أواصر العلاقات بين شعبي البلدين بامتداد التداخل والتصاهر والأخوة الراسخة. من جهتها، قالت صحيفة /الوطن/ العمانية : "إن العلاقات بين السلطنة ودولة قطر تشهد نموا مطردا على جميع الأصعدة السياسية منها والاقتصادية والثقافية وغيرها، فقد بلغ حجم الاستثمارات القطرية في السوق العماني بنهاية عام 2020 حوالي 388 مليونا و600 ألف ريال عماني، بارتفاع عن العام الذي سبقه والذي وصلت فيه الاستثمارات القطرية في البلاد حوالي 355 مليونا و900 ألف ريال عماني، بالإضافة إلى تنامي التبادل التجاري في السنوات الأخيرة، ناهيك عن عمق العلاقات الثنائية في شتى المجالات الأخرى". وبينت أن الزيارة تنطلق من قاعدة تعاون مشترك راسخة، ومن علاقات تاريخية ممتدة يسودها الاحترام المتبادل، وسعي إلى تعزيز العلاقات الوطيدة المتميزة بين السلطنة ودولة قطر وتوثيق للروابط الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتأكيد على حرص قيادتيهما الحكيمتين على الارتقاء بها، لآفاق أكثر رحابة في مختلف المستويات.